الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

ليلة العيد

قال ابن الجوزي رحمه الله في "لطائف المعارف" (1/299) :

كان بعض العارفين ينوح على نفسه ليلة العيد بهذه الأبيات:

بحرمة غربتي كم ذا الصــدود * ألا تعطـف عليَّ ألا تجـــــــود

سرور العيد قد عم النواحــي * وحـزني في ازدياد لا يبيــــــد

فإن كنت اقترفت خلال ســوء * فعذري في الهوى أن لا أعود
 

الاثنين، 29 أغسطس 2011


أقبلت يا عـــــــيد والأحزان نائـــــــــــــــمة
علـى فراشي وطرف الشوق ســـــــهران

من أيــــن نفرح يا عـــــــيد الجراح وفـــي
قلوبنا من صنــــــــــــــوف الهـــــــم ألوان ؟

ومن أيــــن نفرح والأحزان عاصـــــــــــفة
وللـــــدمــــــى مــــــــــقل ترنـــــو وآذان ؟

مـــن أين والمســـــجد الأقصى محطمة
آماله،وفؤاد القـــــــــــــــــدس ولـــــــهان ؟

من أين نفرح يا عـــــــــــيد الجراح وفي
دروبنا جدر قــــــــــــــــامت وكثــــــــبان ؟

مــــــن أين..والأمــــــــة الغراء نــــــائمة
على سرير الهــوى والليل  نــــــشوان ؟

من أين نفــرح والأحــــــــباب ما اقتربوا
منا ولا أصبـحوا فينا كمـــــــــا كانــــــوا ؟

يا من تســــرب منهم في الفؤاد هوى
قامت له في زوايـــــا الــــــنفس أركان؟

اصبحت في يوم عـيدي والسؤال على
ثــــــــــــغري  يئن وفي الأحـشاء نيران

أين الأحــبة..لا غيــــــــــم ولا مـــــــطر
ولا ريـــــــــــــاض ولا ظل وأغصـــــــــان ؟

أيــــــــــن الأحبــــــة..لا بـــدر يلوح لنا
ولا نـــــجوم بـــــها الظـــــلماء تـــزدان ؟

أين الأحبة ..وارتد الســـــــؤال عــلى
صدري سهاما لها في الطعن امـعان ؟


...............................
الشـــــــــــــــاعر : عبد الرحمن العشماوي .

السبت، 27 أغسطس 2011

خَاطِرَة رَحِـيلُ رَمَـضَان

أَقْبَلَ رَمَضَانُ فِي عَجَل ... وَفَجْأَةً غَادَرَنَا وَرَحَل ... فَرَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ لَمْ يَعْمَل ... وَعَجَزَ

...عَن العِبَادَةِ وَكَسَل ... وَ طُوبَى لِمَنْ اجْتَهَدَ وَلِلْخَيْرِ بَذَل ... وَأَدْرَكَ نِعْمَةَ الله وَعَقَل ...

وَعَرَفَ قَدْرَ رَبِّهِ وَلَمْ يَغْفَل ... وَخَافَهُ وَرَجَاهُ وَسأََل ... ورَأَى مَتَاعَ الدُنْيَا خَرَابَا ... وَسَعْيُهُ

خَلْفَهَا عَذَابا ... وَمَآلُ كُلِّ عَبْدٍ تُرَابا ... فَرَكِبَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَحَابا ... وَطَلَبَ مِنْ الرَّحْمَنِ

ثَوَابا ... وَصَامَ رَمَضَانَ إِيمَانا وَاحْتِسَابَا ... فَفَازَ مِنَ الجَنَّة أَبْوَابَا ...

......................
[ مــــــحب الفوائد] .

الخميس، 25 أغسطس 2011

خاطرة في الثلث الأخير


عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
[ ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول : أنا الملك أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ؟من ذا الذي يسألني فأعطيه ؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له ؟ فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر ] . [1]

سبحان الخالق الملك الرازق أبعد هذا الحديث يحزن العبد أو يغتم أو يبكي الدنيا ويهتم

قم يا عبد الله صل ركعتين في الثلث الأخير وادع الله في السجود وارفع يديك لإلهك المعبود وأحسن الثناء والحمد وصل على الحبيب [ محمد ] صلى الله عليه وسلم وسل ربك يعطيك واستغفر يغفر لك و ادع تُجب دعوتك فالله وعدك وقوله الحق و وعده الحق وهو خير القائلين وهو خير من وعد ..سبحانه

هذا في سائر الأيام فمابالك وأنت في العشر الأخير وقد توافق ليلة القدر خير من ألف شهر وفيها يفرق كل أمر حكيم ...فيكون لك شأن عظيم وقد تكتب فيها من أهل الجنة لا من أهل الجحيم ..
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا
آميــــــــــــــــــــــــــــــن


.....................

[1] قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : 8165 في صحيح الجامع

الأحد، 21 أغسطس 2011

خاطرة في المسجد - أخطاء الأئمة

جميل أن يقوم العبد بصلاة القيام مع إخوانه من أهل الإيمان والإسلام , بعدما أدى الصلوات المفروضة عليه وصام , يناجي ربه الغفور الودود , في كل سجود , والله رحيم رحمن يجيب من دعاه وترجاه ويغفر لمن تاب وأناب فلله الحمد على نعمة رمضان والصيام والقيام ...

وما أجمل أن يأتي الإمام في كل ما يتعلق بالصلاة بما ثبت عن النبي صلى الله... عليه وسلم فلا ينقص ولا يزيد إلا ما كان مشروعا غير مخالف للهدي .. وهذا ما نفتقده في كثير من مساجدنا وأئمتنا ...

فعلى من يصلي بالناس أن يعلم أن من شروط الإمامة فقه الإمامة ...
فمن الأمور التي لاحظتها في مساجدنا من أئمتنا في صلاة القيام والمخالفة للهدي ما يلي :

1/ الإطالة المفرطة في الدعاء وهذا خلاف هديه صلى الله عليه وسلم إذ كان يدعو بجوامع الكلم ...

2/ ترك الدعاء بالمأثور والعدول عن ذلك باستعمال غرائب الأدعية المسجوعة والمتكلفة مع أن خير الدعاء هو ما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم ...

3/ الصراخ بالدعاء والمبالغة في هذا مع أن الله عزَّ وجلَّ يقول: " ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " فسمَّى الله سبحانه وتعالى رفع الصوت في الدعاء إعتداء وذكر زكريا فقال [ إذ نادى ربه نداء خفيا ] ....

4/ الاعتداء بالدعاء : وما أكثره فيقول اللهم اغفر لإخواننا وأعمامنا و أخواتنا و و و و ويذكر كل أهله وجيرانه وهذا تكلف و قول بعضهم :[ اللهم اعتق رقابنا من النار ] وقد ذكر الشيخ الألباني وغيره أن هذه الجملة اعتداء في الدعاء وقل بعضهم : اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه ، فهذا معارِض لما في الحديث الحسن : " لا يرد القضاء إلا الدعاء " فكيف لا ندعو الله برد القضاء ؟! ، وفي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما " فانظر السجع من الدعاء، فاجتنبه فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب " .

5/ قول بعضهم [ اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا ] مع أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزد كلمة [ كريم ] ولسنا بأفضل منه عليه الصلاة والسلام ...

6/ مواظبة بعض الأئمة على دعاء معين في كل قنوت .

...................
[ محب الفوائد ] .

رحيل رمضان

إخواني إن شهر رمضان قد قرب رحيله وأزف تحويله وهو ذاهب عنكم بأفعالكم وقادم عليكم غدا بأعمالكم فيا ليت شعري ماذا أودعتموه وبأي الأعمال ودعتموه


أتراه يرحل حامدا صنيعكم أو ذاما تضييعكم ما كان أعظم بركات ساعاته وما كان أحلى جميع طاعاته كانت ليالي عتق ومباهاة وأوقاته أوقات خدم ومناجاة ونهاره زمان قربة ومصافاة وساعاته أحيان اجتهاد ومعاناة فبادروا البقية بالتقية قبل فوات البر ونزول البرية وتخلي عنك جميع البرية أين المخلص المتعبد أين الراهب المتزهد أين المنقطع المتفرد أين العامل المجود هيهات بقي عبد الدنيا ومات السيد وهلك من خطؤه خطأ وعاش المتعمد وصار مكان الخاشعين كل منافق متمرد رحل عنك شهر الصيام وودعك زمان القيام ولح النصيح وقد لام أفتشرق شمس الإيقاظ وتنام فاستدرك ما قد بقى من الأيام


.................................
مجالس بن الجوزي .

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

مجمل أحوال السلف في القراءة والقيام

قال ابن رجب - رحمه الله - :
(وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع،
منهم قتادة، وبعضهم في كل عشرة، منهم أبو رجاء العطاردي،
...وكان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة وغيرها،
كان الأسود يقرأ في كل ليلتين في رمضان،
وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة، وفي بقية الشهر في ثلاث،
وكان قتادة يختم في كل سبع دائمًا، وفي رمضان في كل ثلاث،
وفي العشر الأواخر كل ليلة،
وكان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة،
وعن أبي حنيفة نحوه،
وكان قتادة يدرس القرآن في شهر رمضان،
وكان الزهري إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام،
قال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف.
قال عبد الرزاق: كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة, وأقبل على قراءة القرآن.
وكانت عائشة رضي الله عنها تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان، فإذا طلعت الشمس نامت.
وقال سفيان: كان زبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصاحف، وجمع إليه أصحابه.

وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك, فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصًا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها، فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتنامًا للزمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم كما سبق ذكره).

..............................​..........
[لطائف المعارف لابن رجب].

السلف وقراءة القرآن في رمضان


من هدي السلف رضوان الله عليهم ، الحرص على ختم القرآن في رمضان ، تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم ....

...عن إبراهيم النخعي قال : كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين . "السير" (4/51) .


وكان قتادة يختم القرآن في سبع ، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث ، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة . "السير" (5/276) .


وعن مجاهد أنه كان يختم القرآن في رمضان في كل ليلة . "التبيان" للنووي (ص/74)


وعن مجاهد قال : كان علي الأزدي يختم القرآن في رمضان كل ليلة . "تهذيب الكمال" (2/983) .


وقال الربيع بن سليمان : كان الشافعي يختم القرآن في رمضان ستين ختمة . "السير" (10/36) .


وقال القاسم ابن الحافظ ابن عساكر : كان أبي مواظباً على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن ، يختم كل جمعة ، ويختم في رمضان كل يوم . "السير" (20/562) .

..............................​.
من موقع الإسلام سؤال وجواب بتصرف .

الاثنين، 15 أغسطس 2011

ليلة القدر

هي الليلة التي أُنزل فيها القرآن، وذكر من فضلها إنزال القرآن فيها، وأنها خير من ألف شهر، أي العبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر، وذلك دليل فضلها.

ومن فضلها أن الملائكة، والروح تنزل فيها لحصول البركة، ومشاهدة تنافس العباد في الأعمال الصالحة، ولحصول المغفرة، وتنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذّنوب العظيمة.
...ومن فضلها أنها (سلام) أي سالمة من الآفات والأمراض. ومن فضلها حصول المغفرة لمن قامها لقوله، صلى الله عليه وسلم:""من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه".

وسميت ليلة القدر لعظم قدرها، أو لأنها تُقدّر فيها أعمال العباد التي تكون في ذلك العام. لقوله تعالى: {فيها يٌفرق كل أمر حكيم}. ويسمّى هذا التقدير السنوي، وقد اختلف الناس في تعيينها. وذكر الحافظ ابن حجر في آخر كتاب الصيام من فتح الباري، ستة وأربعين قولاً في تعيينها، ثم قال: وأرجحها أنها في الوتر من العشر الأواخر، وأنها تَنْتَقِلُ، وأرجاها أوتار العشر الأواخر، وأرجى أوتار العشر عند الشافعية ليلة إحدى وعشرين، أو ثلاث وعشرين، وأرجاها عند الجمهور ليلة سبع وعشرين. قال العلماء: الحكمة في إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها، بخلاف ما لو عينت لها ليلة، لاقُتصِر عليها إلخ، وقد أطال الكلام عليها ابن رجب في المجلس الخامس من وظائف رمضان، وذكر فيها عدة أقوال بأدلتها، وأكثر الأدلة ترجّح أنها في السبع الأواخر، أو أنها ليلة سبع وعشرين، لما استدلَّ به على ذلك من الآيات والعلامات وإجابة الدعاء فيها، وطلوع الشمس صبيحتها لا شعاع لها، والنور والضياء الذي يشاهد فيها. والله أعلم.

.............................
الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين .

السبت، 13 أغسطس 2011

أنواع القلوب

قال ابن القيم - رحمه الله - :

... [ القلوب ثلاثة :

القلب الأول : قلب خال من الإيمان وجميع الخير فذلك قلب مظلم قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه لأنه قد اتخذ بيتا ووطنا وتحكم فيه بما يريد وتمكن منه غاية التمكن.


القلب الثاني : قلب قد استنار بنور الإيمان وأوقد فيه مصباحه لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الاهوية فللشيطان هنالك إقبال وإدبار ومجالات ومطامع فالحرب دول وسجال وتختلف أحوال هذا الصنف بالقلة والكثرة فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر ومنهم من أوقات غلبة عدوه له أكثر ومنهم من هو تارة وتارة .


القلب الثالث : قلب محشو بالإيمان قد استنار بنور الإيمان وانقشعت عنه حجب الشهوات وأقلعت عنه تلك الظلمات فلنوره في صدره إشراق ولذلك الإشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس احترق به فهو كالسماء التي حرست بالنجوم فلو دنا منها الشيطان يتخطاها رجم فاحترق وليست السماء بأعظم حرمة من المؤمن وحراسة الله تعالى له أتم من حراسة السماء والسماء متعبد الملائكة ومستقر الوحي وفيها أنوار الطاعات وقلب المؤمن مستقر التوحيد والمحبة والمعرفة والإيمان وفيه أنوارها فهو حقيق أن يحرس ويحفظ من كيد العدو فلا ينال منه شيئا إلا خطفه ... ]

..........................
الوابل الصيب من الكلم الطيب :1/40.

الخميس، 11 أغسطس 2011

قيل في الرزق

تــــأبى المـــــطامعُ إلا أن تُجَـــشّـــمـه ** للــــرزق كـداً وكم ممــن يودعُهُ

وَمــا مُـــجاهَـدَةُ الإِنــسانِ تَــوصِلُــــــــهُ ** رزقَـــاً وَلادَعَةُ الإِنســـانِ تَقطَعُهُ

قَـــــد وَزَّع اللَـــهُ بَيـنَ الخَلــــقِ رزقَهُــمُ ** لَم يَخـــلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ

لَكِـــــنَّهُم كُلِّفُوا حِــــرصاً فلَستَ تَــــرى ** مُسـتَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ

وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت ** بَــغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُـهُ

....................
ابن زريق البغدادي .

الأحد، 7 أغسطس 2011

التماس الغنى في الزواج

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد جاء هذا الأثر بمعناه عن بعض الصحابة في تفسير قوله تعالى: (وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم) [النور: 32].

فقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس أنه قال: أمر الله سبحانه بالنكاح ورغبهم فيه، وأمرهم أن يزوجوا أحرارهم وعبيدهم، ووعدهم في ذلك الغنى، فقال: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) انتهى.

وأخرج أيضا بسنده عن ابن مسعود أنه قال: التمسوا الغنى في النكاح، يقول الله: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله). انتهى.

وذكر ابن كثير في تفسيره أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح، ينجز لكم ما وعدكم به من الغنى، قال تعالى: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) انتهى.

وأخرج عبد الزراق، وذكره القرطبي في تفسيره أن عمر رضي الله عنه قال: عجبي ممن لا يطلب الغنى في النكاح، وقد قال الله تعالى: (إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله) انتهى.


وقد صدق ابن كثير - رحمه الله- فإننا يكفينا الآية في أن طالب النكاح قد وعده الله بالغنى إن كان فقيراً، لكن بشرط أن يقصد في زواجه طاعة الله، وتحصين نفسه عن الحرام.
قال القرطبي في تفسيره: وهذا وعد بالغنى للمتزوجين طلب رضى الله، واعتصاماً من معاصيه. انتهى.

وقال الشنقيطي في أضواء البيان: فيه وعد من الله للمتزوج الفقير من الأحرار والعبيد بأن الله يغنيه، والله لا يخلف الميعاد... ثم سرد الآيات التي وعدت بالرزق لمن أطاع الله واتقاه.... إلى أن قال: والظاهر أن المتزوج الذي وعده الله بالغنى هو الذي يريد بتزويجه الإعانة على طاعة الله بغض البصر، وحفظ الفرج، كما بينه النبي في الحديث الصحيح: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج".
وإذا كان قصده بالتزويج طاعة الله بغض البصر، وحفظ الفرج، فالوعد بالغنى إنما هو على طاعة الله بذلك. انتهى.

ومما يؤيد هذا المعنى ما رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة مرفوعاً:
"ثلاثة حق على الله عونهم: الناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء، والغازي في سبيل الله".

قال الطيبي: إنما آثر هذه الصيغة إيذانا بأن هذه الأمور من الأمور الشاقة التي تفدح الإنسان وتقصم ظهره لولا أن الله تعالى يعينه عليها لا يقوم بها وأصعبها العفاف، لأنه قمع الشهوة الجبلية المركوزة فيه وهي مقتضى البهيمية النازلة في أسفل السافلين، فإذا استعف وتداركه عون الله تعالى ترقى إلى منزلة الملائكة وأعلى عليين. انتهى


.............................
مركز الفتوى - بتصرف .


الأربعاء، 3 أغسطس 2011

حديث عظيم جمع الكثير من الفضائل

عَنْ أَبى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال :

قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله ( صلى الله عليه وسلم ) : مَنْ أصْبَحَ مِنْكُمُ اليَوْمَ صَائمًا ؟

قَالَ أَبُو بَكْر : أَنَا .

قَالَ : (فَمَنْ تَبِعَ منكُمُ اليَوْمَ جَنَازَةً ؟) .

قَالَ أَبُو بَكْر : أَنَا .

قَالَ : (فَمَنَ أَطعمَ مِنكُئمُ اليَوْمَ مسكينًا ؟ " .

قَالَ أً بُو بَكْر : أَنَا .

قَالَ : (فَمَنْ عَادَ مِنكُمُ اليَوْمَ مَرِيضًا ؟ " .

قَالَ ابُو بَكْر : انَا .

َ فَقَالَ رَسُولُ الله ( صلى الله عليه وسلم ) : (مَا اجْتَمَعْنَ فِى امْرِفي إلا دَخَلَ الجَنَّةَ) .

......................

قَالَ الْقَاضِي : [ مَعْنَاهُ دَخَلَ الْجَنَّة بِلَا مُحَاسَبَةٍ وَلَا مُجَازَاة عَلَى قَبِيح الْأَعْمَال ] .

ــــــــــــــــــــــــــــــ​ــــــــــــــــــــــــــــــ
المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج:8/130.
 

خاطرة الصومال

أَيها المسؤول المسلم ... أتسعد بفطرك وتفرح ... وفي أطباقك تسرح ... وبين أحبابك تمرح ... أيهنئ لك بال ... وترضى بهذه الحال ... وإخوانك يموتون جوعا في الصومال ... لا غذاء... ولا كساء ... ولا مال ... هل طبع على قلبك القاسي فلا توجد فيه رحمة... أم علاك الران إلى أعلى قمة ... يا سافل الهمة ...!!
إخواني من أهل هذه الأمة ... عل...يكم بالدعاء والدعاء والرجاء ... فإخواننا في الصومال في جوع و بلاء وشدة وشقاء ....
- اللهم ارحمهم وأعنهم ويسر عليهم وارزقهم من فضلك العظيم وفرج كربهم الجسيم -

..................
[ محب الفوائد] .

الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

خَاطِرَة التَوَكُّل

إِنَّ لله عِبَاداً مهما أصابهم البلاء والفتن وعلتهم الهموم و المحن إلا أنهم صابرون متوكلون من يراهم يشفق عليهم وهم في سعادة لا توصف وما هذا إلا بسبب توكلهم وكثرة استغفارهم وحسن ظنهم بربهم فهم في راحة بال وطمأنينة لأنهم يعلمون أن ما أصابهم من بلاء وشقاء وكدر هو قضاء وقدر والله ه...و من يسير الناس في البر والبحر و يعلمون أن الله يعلم ماكان وما سيكون وعليم بكل حركة وسكون في هذا الكون
[وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرَاً] {الْطَّلَاقِ:3}

......................
محب الفوائد .

خصائص شهر رمضان

رمضان هو شهر من الأشهر العربية الاثني عشر ، وهو شهر معظم في دين الإسلام وقد تميز عن بقية الشهور بجملة من الخصائص والفضائل ومن ذلك :

1- أن الله عز وجل جعل صومه الركن الرابع من أركان الإسلام , كما قال تعالى : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه) البقرة / 185 , وثبت في الصحيحين البخاري ( 8 ) ، ومسلم ( 16 ) من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله , وأن محمدا عبد الله ورسوله , وإقام الصلاة , وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان , وحج البيت " .


2- أن الله عز وجل أنزل فيه القرآن , كما قال تعالى في الآية السابقة : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ) البقرة / 185 ، وَقَال سُبْحَانَهُ وتَعَالَى : { إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } .


3- أن الله جعل فيه ليلة القدر , التي هي خير من ألف شهر , كما قال تعالى : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ . وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ . لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ . تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ . سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) القدر / 1_5 . وقال أيضا : ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ) الدخان / 3 .


فَضَّلَ اللَّهُ تَعَالَى رَمَضَانَ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ , وَفِي بَيَانِ مَنْزِلَةِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ الْمُبَارَكَةِ نَزَلَتْ سُورَةُ الْقَدْرِ وَوَرَدَتْ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ مِنْهَا : حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ , تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ , وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ , وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ , لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ,مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ " رواه النسائي ( 2106 ) وأحمد (8769) صححه الألباني في صحيح الترغيب ( 999 ) .


وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ " "رواه البخاري (1910) ومسلم( 760 )



4- أن الله عز وجل جعل صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا سببا لمغفرة الذنوب , كما ثبت في الصحيحين البخاري ( 2014 ) ، ومسلم ( 760 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " . و فيهما البخاري ( 2008 ) ومسلم ( 174 ) أيضا عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : " ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " .



وقد أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى سُنِّيَّةِ قِيَامِ لَيَالِيِ رَمَضَانَ , وَقَدْ ذَكَرَ النَّوَوِيُّ أَنَّ الْمُرَادَ بِقِيَامِ رَمَضَانَ صَلَاةُ التَّرَاوِيحِ يَعْنِي أَنَّهُ يَحْصُلُ الْمَقْصُودُ مِنْ الْقِيَامِ بِصَلَاةِ التَّرَاوِيحِ .



5- أن الله عز وجل يفتح فيه أبواب الجنان , ويُغلق فيه أبواب النيران , ويُصفِّد فيه الشياطين , كما ثبت في الصحيحين البخاري ( 1898 ) ، ومسلم ( 1079 ) من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة , وغلقت أبواب النار , وصُفِّدت الشياطين " .

6- أن لله في كل ليلة منه عتقاء من النار ، روى الإمام أحمد (5/256) من حديث أبي أُمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لله عند كل فطر عتقاء " . قال المنذري : إسناده لا بأس به . وصححه الألباني في "صحيح الترغيب" (987) .



وروى البزار (كشف_ 962) من حديث أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة _ يعني في رمضان _ , وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة " .



7- أن صيامَ رمضان سببٌ لتكفير الذنوب التي سبقته من رمضان الذي قبله إذا اجتنبت الكبائر , كما ثبت في "صحيح مسلم" (233) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الصلوات الخمس , والجمعة إلى الجمعة , ورمضان إلى رمضان , مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر " .



8- أن صيامه يعدل صيام عشرة أشهر , كما يدل على ذلك ما ثبت في "صحيح مسلم" (1164) من حديث أبي أيوب الأنصاري قال : " من صام رمضان , ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر " . وروى أحمد ( 21906 ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان فشهر بعشرة أشهر ، وصيام ستة أيام بعد الفطر فذلك تمام السنة )

9- أن من قام فيه مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ، لما ثبت عند أبي داود (1370) وغيره من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة " . وصححه الألباني في "صلاة التراويح" (ص 15)

10- أن العمرة فيه تعدل حجة ، روى البخاري (1782) ومسلم (1256) عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة من الأنصار : " ما منعك أن تحجي معنا ؟ " قالت : لم يكن لنا إلا ناضحان , فحج أبو ولدها وابنها على ناضح , وترك لنا ناضحا ننضح عليه , قال : " فإذا جاء رمضان فاعتمري , فإن عمرة فيه تعدل حجة " , وفي رواية لمسلم :" حجة معي " . والناضح هو بعير يسقون عليه .

11- أنه يُسن الاعْتِكَافُ فِيهِ , لِمُوَاظَبَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِ , كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ - رضي الله عنها – " أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى , ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ " رواه البخاري ( 1922 ) ومسلم ( 1172 ) .



12- يُسْتَحَبُّ فِي رَمَضَانَ اسْتِحْبَابًا مُؤَكَّدًا مُدَارَسَةُ الْقُرْآنِ وَكَثْرَةُ تِلاوَتِهِ , وَتَكُونُ مُدَارَسَةُ الْقُرْآنِ بِأَنْ يَقْرَأَ عَلَى غَيْرِهِ وَيَقْرَأَ غَيْرُهُ عَلَيْهِ , وَدَلِيلُ الاسْتِحْبَابِ " أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَلْقَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ " رواه البخاري ( 6 ) ومسلم ( 2308 ) .


وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ مُسْتَحَبَّةٌ مُطْلَقًا , وَلَكِنَّهَا فِي رَمَضَانَ آكَدُ .


13- يستحب في رمضان تَفْطِيرُ الصَّائِمِ : لِحَدِيثِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ , غَيْرَ أَنَّهُ لا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا " رواه الترمذي (807) وابن ماجه ( 1746 ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي (647).



..........................
الإسلام سؤال وجواب بتصرف .

حديث اليوم

 
© 2009/ 11/25 *هذاالقالب من تصميمى * ورود الحق