الجمعة، 27 أبريل 2012

كلام في اتباع الحق - ابن تيمية

قال ابن تيمية :(قد يكون الرجل من أذكياء الناس وأحدِّهم نظراً ويعميه عن أظهر الأشياء، وقد يكون من أبلد الناس وأضعفهم نظراً، ويهديه الله لما اختُلِف فيه من الحق بإذنه، فلا حول ولا قوة إلا به؛ فمن اتكل على نظره واستدلاله، أو عقله ومعرفته، خُذِل)

 درء تعارض العقل والنقل ٣٤/٩

استبطاء الفرج

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
إن المؤمن إذا استبطأ الفرج وأيس منه ولا سيما بعد كثرة الدعاء والتضرع ، رجع على نفسه باللائمة يقول لها: إنما أوتيت من قبلك ولو كان فيك خير لأجبت ، وهذا اللوم أحب إلى الله من كثير من الطاعات ، فإنه يوجب انكسار العبد لمولاه واعترافه بأنه أهل لما نزل من البلاء وليس أهل لإجابة دعائه ، فما أسرع الإجابةحينها ، فإن الله عند المنكسرة قلوبهم .

حرمان العلم بستة أوجه

قال الإمام السفاريني :حرمان العلم يكون بستة أوجه:
1.ترك السؤال.
2. سوء الإنصات وعدم إلقاء السمع.
3. سوء الفهم.
4. عدم الحفظ.
5.عدم نشره وتعليمه ، فمن خزن علمه ولم ينشره ، ابتلاه الله بنسيانه جزاء وفاقاً.
6. عدم العمل به ، فإن العمل به ، يوجب تذكره ، وتدبره ، ومراعاته ، والنظر فيه ، فإذا أهمل العمل به نسيه. (غذاء الألباب )

الخميس، 26 أبريل 2012

يا نشء أنت رجاؤنا


شعـبُ الجـزائرِ مُـسْـلِـمٌ** وَإلىَ الـعُـروبةِ يَـنتَـسِـبْ
مَنْ قَــالَ حَـادَ عَنْ أصْلِـهِ **أَوْ قَــالَ مَـاتَ فَقَدْ كَـذبْ
أَوْ رَامَ إدمَــاجًــا لَــهُ رَامَ** الـمُحَـال من الطَّـلَـبْ
يَانَشءُ أَنْـتَ رَجَــاؤُنَــا **وَبِـكَ الصَّبـاحُ قَـدِ اقْـتَربْ
خُـذْ لِلحَـيـاةِ سِلاَحَـهـا **وَخُـضِ الخْـطُـوبَ وَلاَ تَهبْ
وَاْرفعْ مَـنـارَ الْـعَـدْلِ وَالإ** حْـسـانِ وَاصْـدُمْ مَـن غَصَبْ
وَاقلَعْ جُـذورَ الخَـــائـنينَ **فَـمـنْـهُـم كُلُّ الْـعَـطَـبْ
وَأَذِقْ نفُوسَ الظَّــالـمِـينَ ****السُم يُـمْـزَج بالـرَّهَـبْ
وَاهْـزُزْ نـفـوسَ الجَـامِدينَ** فَرُبَّـمَـا حَـيّ الْـخَـشَـبْ
مَنْ كَــان يَبْغـي وَدَّنَــا **فَعَلَى الْكَــرَامَــةِ وَالـرّحبْ
أوْ كَـــانَ يَبْغـي ذُلَّـنـَا** فَلَهُ الـمـَهَـانَـةُ والـحَـرَبْ
هَـذَا نِـظـامُ حَـيَـاتِـنَـا** بالـنُّـورِ خُــطَّ وَبِاللَّـهَـبْ
حتَّى يَعودَ لـقَــومــنَـا** من مَجِــدِهم مَــا قَدْ ذَهَبْ
هَــذا لكُمْ عَـهْــدِي بِـهِ** حَتَّى أوَسَّــدَ في الـتُّـرَبْ
فَــإذَا هَلَكْتُ فَصَيْـحـتـي** تَحيـَا الجَـزائـرُ وَ الْـعـرَبْ
 
ابن باديس رحمه الله 

تحكيم الكتابِ والسّنّة - ابن القيم

يَقُول ابن القَيِّم رَحِمَهُ الله فِي الفَوَآئِد :

{ لَمّا أعرَضَ النّاسُ عَنْ "تحكيم الكتابِ والسّنّة" والْمُحَاكَمَةِ إِلِيْهِمَا وَاعْتَقَدُوْا عَدَمَ الاكْتِفَاْءِ بِهِمَا وَعَدَلُوا إلَى الآرَاءِ وَالقِيَاسِ والاسْتِحْسَانِ وأقْوَالِ الشُّيُوخِ، عَرَضَ لَهُمْ مِّنْ ذَلِكَ فَسَادٌ فِيْ فِطَرِهِمْ وَظُلْمَةٌ فِي قُلُوبِهِمْ وَكَدَرٌ فِيْ أَفْهَامِهِمْ وَمَحْقٌ فِي عُقُوْلِهِمْ. وَعَمَّتْهُمْ هَذِهِ الأُمُوْرُ وَغَلَبَتْ عَلَيْهِمْ، حَتَّى رُبِّيَ فِيْهَا الصَّغِيْرُ وَهَرَمَ عَلَيْهَا الْكَبِيْرُ، فَلَم يَرَوْهَا مُنْكَراً؛ فَجَاءَتْهُم دَولَةٌ أُخْرَى قَامَتْ فِيْهَا البِدَعُ مقَامَ السُّننِ، والنّفْسُ مقَامَ العقْلِ، والهَوَى مَقَامَ الرُّشْدِ، والضَّلَالُ مَقَامَ الْهُدَى، وَالْمُنكَرُ مقَامَ المَعْرُوفِ، والجَهْلُ مَقَامَ العِلْم، وَالرِّيَاءُ مَقَامَ الإِخْلَاصِ، وَالْبَاطِلُ مَقَامَ الْحَقِّ، وَالْكَذِبُ مقَامَ الصِّدقِ، والمداهَنَةُ مقَامَ النّصِيحة، والظّلمُ مقَامَ العدْل، فَصَارَت الدّولَةُ والغَلَبَةُ لهَذِه الأمورِ، وأهلُها هُمُ الْمُشَارُ إليهم، وكانت قَبْلَ ذلِكَ لأضْدادِها، وَكَاْنَ أَهْلُهَاْ هُمُ المُشَارُ إِلَيْهِمْ.
فَإِذَاْ رَأَيْتَ دَوْلَةَ هَذِهِ الْأُمُوْرِ قَدْ أَقْبَلَتْ وَرَاْيَاتُهَا قد نُصِبَتْ وجُيُوشُها قد رَكِبَتْ، فَبَطنُ الأَرْضِ وَاللهِ خَيْرٌ مِّنْ ظَهْرِهَا، وقُلَلُ الجِبَالِ خَيْرٌ مِّنَ السُّهُولِ، ومُخَالَطَةُ الوَحْشِ أسلمُ مِنْ مُخَالَطَةِ النَّاسِ}

طريقة طلب العلم باختصار



1- احرص على حفظ كتاب الله تعالى واجعل لك كل يوم شيئا معيناً تحافظ على قراءته ولتكن قراءتك بتدبر وتفهم، وإذا عنت لك فائدة أثناء القراءة فقيدها.
2-احرص على حفظ ما تيسر من صحيح سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ذلك حفظ عمدة الأحكام.
3- احرص على التركيز والثبات بحيث لا تأخذ العلم نتفاً من هذا شيئاً ومن هذا شيئاً؛ لأن هذا يضيع وقتك ويشتت ذهنك.
4-ابدأ بصغار الكتب وتأملها جيداً ثم انتقل إلى ما فوقها، حتى تحصل على العلم شيئاً فشيئاً على وجه يرسخ في قلبك وتطمئن إليه نفسك.
5- احرص على معرفة أصول المسائل وقواعدها وقيد كل شيء يمر بك من هذا القبيل فقد قيل: من حُرم الأصول حُرم الوصول.
6-ناقش المسائل مع شيخك، أو مع من تثق به علماً وديناً من أقرانك، ولو بأن تقدر في ذهنك أن أحداً يناقشك فيها إذا لم تمكن المناقشة مع من سمينا.
__________________________________
كتاب العلم {الشيخ ابن العثيمين رحمه الله}

ولهم عذاب مقيم

قال تــــــــــــعالى : ( ولهم عذاب مقيم )

إشارة إلى ما هو لازم لهم في الدنيا والآخرة ، من الآلام النفسية : غماً وحزناً وقسوة وظلمة قلب وجهلا ، فإن للكفر والمعاصي من الآلام العاجلة الدائـــــمةما الله به عليم . ولهذا نجد غالب هؤلاء لا يطيبون عيشهم إلا بما يزيل العقل ، ويلهي القلب ، من تناول مسكر ، أو رؤية مله ، أو سماع مطرب ، ونحو ذلك .


..............................................
ابن تيمية ـ اقتضاء الصراط المستقيم .

السر في اقتران الملك بالقدوس

قال تعالى :
( يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس )

وقال تعالى :
( هو الله الـــــــــذي لا إله إلا هـــــــــــو الـــملك القـــدوس )

ولم يرد اسمه سبحانه القدوس إلا مرتين في كتابه مقروناً باسم الملك .

وقال بعد صلاة الوتر :( سبحان الملك القدوس ثلاثاً ) .

ولعل السر في اقتران الملك بالقدوس : أن من صفات هذا الملك أنه قدوس ، إشارة إلى أنه سبحانه مع كونه ملكاً مدبراً متصرفاً في كل شيء ، فهو قدوس منزه عما يعتري الملوك من النقائص التي أشهرها الاستبداد والظلم والاسترسال مع الهوى والمحاباة .


.................................
ابن عاشور ـ التحرير والتنوير .

الثلاثاء، 24 أبريل 2012

الكلام عن الوعظ

-قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي-رحمه الله-:"وَقَوْلُهُ ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [16 \ 90] ، الْوَعْظُ : : الْكَلَامُ الَّذِي تَلِينُ لَهُ الْقُلُوبُ .
تَنْبِيهٌ : فَإِنْ قِيلَ يَكْثُرُ فِي الْقُرْآنِ إِطْلَاقُ الْوَعْظِ عَلَى الْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي ; كَقَوْلِهِ هُنَا : يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [16 \ 90] ، مَعَ أَنَّهُ مَا ذَكَرَ إِلَّا الْأَمْرَ وَالنَّهْيَ فِي قَوْلِهِ : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ، إِلَى قَوْلِهِ : وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ . . . الْآيَةَ [16 \ 90] ، وَكَقَوْلِهِ فِي (سُورَةِ الْبَقَرَةِ) بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ أَحْكَامَ الطَّلَاقِ وَالرَّجْعَةِ : ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [2 \ 232] ، وَقَوْلِهِ (فِي الطَّلَاقِ) فِي نَحْوِ ذَلِكَ أَيْضًا : ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَقَوْلِهِ فِي النَّهْيِ عَنْ مِثْلِ قَذْفِ عَائِشَةَ : يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا . . . الْآيَةَ [24 \ 17] ، مَعَ أَنَّ الْمَعْرُوفَ عِنْدَ النَّاسِ : أَنَّ الْوَعْظَ يَكُونُ بِالتَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ وَنَحْوَ ذَلِكَ ، لَا بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ .فَالْجَوَابُ : أَنَّ ضَابِطَ الْوَعْظِ : هُوَ الْكَلَامُ الَّذِي تَلِينُ لَهُ الْقُلُوبُ ، وَأَعْظَمُ مَا تَلِينُ لَهُ قُلُوبُ الْعُقَلَاءِ أَوَامِرُ رَبِّهِمْ وَنَوَاهِيهِ ; فَإِنَّهُمْ إِذَا سَمِعُوا الْأَمْرَ خَافُوا مِنْ سُخْطِ اللَّهِ فِي عَدَمِ امْتِثَالِهِ ، وَطَمِعُوا فِيمَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الثَّوَابِ فِي امْتِثَالِهِ . وَإِذَا سَمِعُوا النَّهْيَ خَافُوا مِنْ سُخْطِ اللَّهِ فِي عَدَمِ اجْتِنَابِهِ ، وَطَمِعُوا فِيمَا عِنْدَهُ مِنَ الثَّوَابِ فِي اجْتِنَابِهِ ; فَحَدَاهُمْ حَادِي الْخَوْفِ وَالطَّمَعِ إِلَى الِامْتِثَالِ ، فَلَانَتْ قُلُوبُهُمْ لِلطَّاعَةِ خَوْفًا وَطَمَعًا ."[أضواء البيان(3/349و350)]

الحكمة من نزول عيسى دون غيره من الأنبياء

الحكمة من نزول عيسى دون غيره من الأنبياء ؟
قال العلماء : الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه ، فبين الله تعالى كذبهم وأنه الذي يقتلهم .
أو نزوله لدنو أجله ليدفن في الأرض ، إذ ليس لمخلوق من التراب أن يموت في غيرها .
وقيل : إنه دعا الله لما رأى صفة محمد وأمته أن يجعله منهم فاستجاب الله دعاءه وأبقاه حتى ينزل في آخر الزمان مجدداً لأمر الإسلام ، فيوافق خروج الدجال فيقتله . والأول أوجه
قاله الحافظ

هل المستحب مرادف للمسنون

اختلف العلماء رحمهم الله هل المستحب مرادف للمسنون، او المستحب ماثبت بتعليل، والمسنون ماثبت بدليل:
فقال بعضهم: الشئ الذي لم يثبت بدليل، لايقال فيه: يسن ، لانك اذا قلت :يسن فقد اثبت سنة بدون دليل، بل اذا ثبت بتعليل، ونظر واجتهاد يقال فيه: يستحب، لان الاستحباب ليس كالسنة بالنسبة لاضافته الى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال اكثرهم: لافرق بين يستحب، ويسن ، ولهذا يعبر بعضهم بيسن وبعضهم بيستحب، ولاشك ان القول الاول اقرب الى الضبط، فلا يعبر عن الشئ الذي لم يثبت بالسنة بيسن، ولكن يقال : نستحب ذلك، ونرى هذا مطلوبا، وما أشبه ذلك.صــ81-82"
من الشرح الممتع

نتفتان من شعر




قال أبو الفتح البستي، معجم الأدباء (1/69):
ألم تر أن المرء طول حياته***معنّى بأمر لا يزال يعالجه
تراه كدود القز ينسج دائبا***ويهلك غما وسط ما هو ناسجه


وقال أبو شبل النحوي، فكاهات الأسمار ص211:
يفنى البخيل بجمع المال مدته***وللحوادث والوراث ما يدع

كدودة القز ما تبنيه يهلكها***وغيرها بالذي تبنيه ينتفع

أعظم المعاقبة

  قال ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر : أعظم المعاقبة ألا يحس المعاقب بالعقوبة . و أشد من ذلك نفع السرور بما هو عقوبة ، كالفرح بالمال الحرام ، و التمكن من الذنوب . و من هذه حاله ، لا يفوز بطاعة . و إني تدبرت أحوال أكثر العلماء و المتزهدين فرأيتهم في عقوبات لا يحسون بها و معظمها من قبل طلبهم للرياسة .
فالعالم منهم ، يغضب إن رد عليه خطؤه ، و الواعظ متصنع بوعظه ، و المتزهد منافق أو مراء . فأول عقوباتهم ، إعراضهم عن الحق شغلا بالخلق . و من خفي عقوباتهم ، سلب حلاوة المناجاة ، و لذة التعبد
إلا رجال مؤمنون ، و نساء مؤمنات ، يحفظ الله بهم الأرض ، بواطنهم كظواهرهم ، بل أجلى ، و سرائرهم كعلانيتهم ، بل أحلى ، و هممهم عند الثريا ، بل أعلى .
إن عرفوا تنكروا ، و إن رئيت لهم كرامة ، أنكروا . فالناس في غفلاتهم ، و هم في قطع فلاتهم ، تحبهم بقاع الأرض ، و تفرح بهم أملاك السماء .

من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة

قال الإمام ابن الجوزيّ رحمه الله في صيد الخاطر :
من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة . و من ادعى الصبر ، و كل إلى نفسه .
و رب نظرة لم تناظر ! و أحق الأشياء بالضبط و القهر : اللسان و العين . فإياك إياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى ، مع مقاربة الفتنة ، فإن الهوى مكايد .
و كم من شجاع في صف الحرب اغتيل ، فأتاه ما لم يحتسب ممن يأنف النظر إليه ! و اذكر حمزة مع و حشي .

فتبصر و لا تشم كل برق ** رب برق فيه صواعق حين
و اغضض الطرف تسترح من غرام ** تكتسي فيه ثوب ذل و شين
فبلاء الفتى موافقه النفس ** و بدء الهوى طموح العين

بعض ما ورد في الصبر


تعليق الفلاح به : كقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) فعلق الفلاح بمجموع هذه الأمور .
الإخبار عن مضاعفة أجر الصابرين على غيره : كقوله (أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا ) .
تعليق الإمامة في الدين به وباليقين : قال تعالى (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ) فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين .
ظفرهم بمعية الله لهم : قال تعالى ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) .
أنه جمع للصابرين ثلاثة أمور لم يجمعها لغيرهم : قال تعالى ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) .
ابن القيم

خوف الصحابة

:
من تأمل أحوال الصحابة وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف .
فهذا الصديق يقول : وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن .
وذكر عنه أنه كان يمسك بلسانه ويقول : هذا الذي أوردني الموارد .
وكان يبكي كثيراً ويقول : ابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا .
وهذا عمر قرأ سورة الطور حتى إذا بلغ [ إن عذاب ربك لواقع ] بكى واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه .
وكان في وجهه خطان أسودان من البكـاء .
وهذا عثمان بن عفان : كان إذا وقف على القبر يبكي حتى يبل لحيته .
وهذا علي كان يشتد خوفه من اثنتين : طول الأمل ، واتباع الهوى ، فأما طول الأمل فينسي الآخرة ، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق . الجواب الكافي

اقتناء الكتب


قال الشيخ راغب الطباخ رحمه الله : كان علامة حلب الشيخ أحمد الحجار رحمه الله يحب اقتناء الكتب ، حتى سمعنا أنه رأى كتابا يباع ولم يكن معه دراهم وكان عليه ثياب فنزع بعضها وباعه ، واشترى الكتاب في الحال .اه
قال سليمان العامري :
وقائلة أنفقت في الكتب ما حوت *** يمينك من مال فقلت دعيني
لعلي أرى فيها كتابا يدلني *** لأخذ كتابي آمنا بيميني

الغلاء


عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال غلا السعر في المدينة على عهد رسول الله صلى الله علي وسلم فقال الناس يارسول الله غلا السعر فسعر لنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم -في رواية بل أدعو - إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق ...صحيح الجامع 1874 ففي قوله بل أدعو دليل على استحباب الدعاء والتضرع إلى الله برفع الغلاء وهذا الأمر يكاد يفقد في بلادنا فلا نسمع من يدعو برفع الغلاء حتى من كثير من خطباء المساجد فعلينا أن نكثر من الدعاء بدلا من الاشتغال بسب وشتم البلاد والعباد والله المستعان.
أحكام البيع وآدابه لأبي سعيد الجزائري ص

طلب العلم حتى آخر رمق


روى المعافى بن زكريا عن بعض الثقات أنه كان بحضرة أبي جعفر الطبري رحمه الله قبل موته وتوفي بعد ساعة أو أقل منها فذكر له هذا الدعاء عن جعفر بن محمد فاستدعى محبرة وصحيفة فكتبه فقيل له أفي هذه الحال فقال ينبغي للإنسان أن لا يدع اقتباس العلم حتى الممات.
وعن فرقد إمام البصرة أنهم دخلوا على سقيان في مرض موته فحدث رجل بحديث فأعجبه وضرب سفيان يده إلى تحت فراشه فأخرج ألواحا فكتبه فقالوا له على هذه الحال منك فقال إنه حسن إن بقيت فقد سمعت حسنا وإن مت فقد كتبت حسنا .

الأحد، 22 أبريل 2012

خَاطِرَة / تَحِيَّةُ إِجْلالٍ وَإِكْبَار إِلَى شَبَابِ ( تِيشِي ) الأَحْرَار



خَاطِرَة / تَحِيَّةُ إِجْلالٍ وَإِكْبَار إِلَى شَبَابِ ( تِيشِي ) الأَحْرَار
 

تيشي مدينة من بجاية ولاية جزائرية ساحلية سياحية , وبجاية من أجمل المناطق المطلة على البحر الأبيض المتوسط الخلابة بشواطئها وروعة بهائها و جمال جبالها الرائعة الخضراءوسهولها البديعة الغراء , معروفة ومشهورة باسم ( لؤلؤة الجزائر ) بلد الأحرار والحرائر .
وتيشي مدينة معروفة بكثرة الفساد والعري , وانعدام نشاطها الدعوي ونشر تعاليم الإسلام بسبب من يقدم إليها من خارج البلاد وفساد العباد , والمقصود أرباب المال فيها و المسؤولون عليها , الذين كانوا يدا واحدة في خرابها ونشر الشر فيها , وأهم شيئ عندهم هو كسب المال دون النظر في الوسيلة حرام أم حلال فتركوا سبيل الهدى ولزموا طريق الضلال .
من كان يعتقد أن شباب تيشي ينتفض وينتقد ديار الشر والعار , و يحطم بيوت البغي والشنار, ويخلي فنادق الفجار , عجبت منهم حين رأيتهم دافعوا وانتفضوا بقوة وجدارة , و هاجموا الحانات وبيوت الدعارة , ورفعوا لافتات رائعات مكتوب عليها [ شباب تيشي يريد رحيل العاهرات ] , واعتصموا أمام مراكز الأمن , وخذلوا شياطين الإنس والجن , الذين لم يتوقعوا أبدا هذا المصير وهذا الرد الكبير من هؤلاء الشباب البصير , والحمد لله فقد نصرهم الله ووفقهم ورفع شأنهم وخذل مناوئهم , وطردت السلطات كل العاهرات من مدينتهم , وستبقى هذه ذكرى طيبة لنا و لهم .
والذي دعاهم إلى ما أقدموا عليه هو داعي الفطرة واستيقظ فيهم ضمير أجدادهم العلماء كأمثال أبي يعلى الزواوي وابن معطي صاحب ألفية النحو وغيرهم كثير من بلاد القبائل وقد ذكر بعضهم أحمد الغبريني في كتابه الشهير "عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية" .

فتحية إجلال وإكبار إلى هؤلاء الشباب الأخيار النبلاء , الذين رفعوا لواء الحياء , فكانوا كما تمثلهم الشيخ البشير الإبراهيمي - رحمه الله - مستقبلا حين قال :
( أتمثله عف السرائر، عف الظواهر، لو عرضت له الرذيلة في الماء ما شربه، وآثر الموت ظمأ على أن يرد أكدارها، ولو عرضت له في الهواء ما استنشقه، وآثر الموت اختناقا على أن يتنسم أقذارها.
أتمثله شديد الغيرة، حديد الطيرة، يغار لبنت جنسه أن تبور، وهو يملك القدرة على إحصانها، ويغار لماء شبابها أن يغور، وهو يستطيع جعله فياضا بالقوة دافقا بالحياة : ويغار على هواه وعواطفه أن تستأثر بها السلع الجليبة، والسحن السليبة، و يغار لعينيه أن تسترقها الوجوه المطرأة، و الأجسام المعراة ... إلى أن يقول : أحب منه ما يحب القائل:

أُحِبُّ الْفَتَى يَنْفِي الْفَواحِشَ سَمعُهُ .... كَأنَّ بِهِ مِـــن كلّ فَاحِشَةٍ وَقْرَا

وأهوى منه ما يهوى المتنبى:

وَ أَهْوَى مِنْ الْفِتْيَانِ كُلَّ سَميذَع .....أَريبٍ كَصَدْرِ السّمَهْرِى الْمُقَوّم

خَطّتْ تَحْتَهُ العِيسُ الفلاةَ وَ خَالطَتْ بِهِ .... الخيلُ كباتَ الخَميسِ العَرْمَرِم

إلى أن يقول :

يا شباب الجزائر هكذا كونوا......... أو لا تكونوا.


..........................
/ إبراهيم ديلمي .

لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي كَبَدٍ

قال الله تعالى : ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي كَبَدٍ )

قال القـــرطبي - رحمه الله - :

[ أول ما يكابد قطع سرته ، ثم إذا قمط قماطا ، وشد رباطا ، يكابد الضيق والتعب ، ثم يكابد الارتضاع ، ولو فاته لضاع ، ثم يكابد نبت أسنانه ، وتحرك لسانه ، ثم يكابد الفطام ، الذي هو أشد من اللطام ، ثم يكابد الختان ، والأوجاع والأحزان ، ثم يكابد المعلم وصولته ، والمؤدب وسياسته ، والأستاذ وهيبته ، ثم يكابد شغل التزويج والتعجيل فيه ، ثم يكابد شغل الأولاد ، والخدم والأجناد ، ثم يكابد شغل الدور ، وبناء القصور ، ثم الكبر والهرم ، وضعف الركبة والقدم ، في مصائب يكثر تعدادها ، ونوائب يطول إيرادها ، من صداع الرأس ، ووجع الأضراس ، ورمد العين ، وغم الدين ، ووجع السن ، وألم الأذن. ويكابد محنا في المال والنفس ، مثل الضرب والحبس ، ولا يمضى عليه يوم إلا يقاسي فيه شدة ، ولا يكابد إلا مشقة ، ثم الموت بعد ذلك كله ، ثم مساءلة الملك ، وضغطة القبر وظلمته ؛ ثم البعث والعرض على الله ، إلى أن يستقر به القرار ، إما في الجنة وإما في النار ] .


.......................................

الجامع لأحكام القرآن: 20/62

زاملة الأســـفار - ابن القيم



( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا ) .

قاس سبحانه من حمّله كتابه ليؤمن به ولم يحمله إلا على ظهر قلب ، فقراءته بغـــير
تدبر ولا تفهم ولا اتباع ولا تحكيم له وعمل بموجبه ، كحمار على ظهره زاملة أســـفار لايدري ما فيها وحظه منها حملها على ظهره ليس إلا ، فحظه من كتاب الله كحظ هذا الحمار من الكتب التي على ظهره . فهذا المثل وإن كان قد ضرب لليهود فهو مــــتناول من حيث المعنى لمن حمل القرآن فترك العمل به ولم يؤد حقه ولم يرعه حق رعـايته.

....................................
ابن القيم ـ إعلام الموقعين .

خاطرة : لك الله يا سوريا

الحيوان المفترس الجائع الضائع لا عقل له ولا قانون له , إذا أمسك بفريسته قتلهاوهـمَه أن تموت بسرعة كي يأكلها , ويمهلها دقائق حتى تلفظ أنفاسها الأخيرة ليلتهمها ولو أنه لم يكن جائعا لخلى سبيلها ...
لكن في سوريا وقبلها مصر وقبلهما الجزائر , وفي بلدان العرب عموما , مسلم يـــــعذب مسلما وينكل به ويذيقه ألوان العذاب قبل قتله , ثم يمثل به ويهينه حيا وميتا ويستمتع بتعذيبه ويضحك على صرخات ألمه , ويصوره ليري أحــبابه يف كان يعذبه ويـــشتمه ويفحش ويلعن ويتلذذ بذلك !!
ألا يكون الحيوان المفترس هنا خير من هذا الإنسان الذي تجرد من إسلامه بل و من إنسانيته هل في قلب هذا الجاهل مثقال ذرة من علم بالإسلام وبنبي الرحمة عليه الصلاة والسلام
حسبنا الله ونعم الوكيل ...
ستعلم يا نؤومُ إذا التقينا ....... غداً عند الإله منِ الظلومُ
أما والله إن الظلمَ لؤمٌ ..........وما زال الظلوم هو الملومُ
سينقطع التلذذ عن أنـاس ...... أداموه وينقطعُ النـعيمُ
إلى ديّانِ يوم الدين نمـضي ..... وعند الله تجتمع الخصومُ

.......................
/ إبراهيم ديلمي .

السبت، 14 أبريل 2012

الخلاف في أول من قال : أما بعد

الخلاف في أول من قال : ~ أما بعد ~

اختلف في أول من نطق بها، فقيل:
داود عليه السلام. وعن الشعبي أنها فصل الخطاب الذي أوتيه داود،
وقيل: يعقوب عليه السلام.
وقيل: يعرب بن قحطان.
وقيل: كعب بن لؤي،
وقيل: قس بن ساعدة،
وقيل: سحبان بن وائل.

والأول أشبه كما قال الحافظ ابن حجر، والجمع ممكن.

نظم ذلك الشمس الميداني فقال:

جرى الخلف (أما بعد) من كان بادئًا
بها عد أقوالاً وداود أقرب

ويعقوب أيوب الصبور وآدم
وقس وسحبان وكعب ويعرب

............

«غذاء الألباب» للسفاريني (1/34)

الخميس، 12 أبريل 2012

ذكر العفو قبل العتاب

 
-قال القاضي عياض :
" الفصل الثالث فيما ورد من خطابه إياه مورد الملاطفة والمبرة :فمن ذلك
 قوله تعالى (عفا الله عنك لم أذنت لهم) ... وقال عون بن عبد الله: أخبره
 بالعفو قبل أن يخبره بالذنب، حكى السمرقندي عن بعضهم أن معناه: عافاك
 الله يا سليم القلب لم أذنت لهم، قال ولو بدأ النبي صلى الله عليه وسلم
 بقوله: لم أذنت لهم، لخيف عليه أن ينشق قلبه من هَيبة هذا الكلام، لكن الله
 تعالى من رحمته أخبره بالعفو حتى سكن قلبه، ثم قال له: لم أذنت لهم
 بالتخلف حتى يتبين لك الصادق في عذره من الكاذب." 
 
[الشفا(28)/ دار الكتب العلمية]

حكم شهادة الكفار


1/ ذهب الجمهور إلى ردها مطلقاً.
2/ وذهب بعض التابعين إلى قبولها مطلقاً _ إلا على المسلمين _ وهو مذهب الكوفيين فقالوا تقبل شهادة بعضهم على بعض .
3/ وقال الحسن وابن أبي ليلى والليث وإسحاق : لا تقبل ملة على ملة وتقبل بعض ملة على بعضها لقوله تعالى
[ فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ] وهذا أعدل الأقوال لبعده عن التهمة ، واحتج الجمهور بقوله تعالى [ ممن ترضون من الشهداء ] .
فتح الباري

من آثار سلامة القلب للمسلمين


قال الإمام الذهبي - رحمه الله - : 
" وَقَالَ زَيْدُ بنُ أَسْلَمَ: دُخِلَ عَلَى أَبِي دُجَانَةَ وَهُوَ مَرِيْضٌ،وَكَانَ وَجْهُهُ يَتَهَلَّلَ.فَقِيْلَ لَهُ: مَا لِوَجْهِكَ يَتَهَلَّلُ؟فَقَالَ: مَا مِنْ عَمَلِ شَيْءٍ أَوْثَقُ عِنْدِي مِنِ اثْنَتَيْنِ: كُنْتُ لاَ أَتَكَلَّمُ فِيْمَا لاَ يَعْنِيْنِي، وَالأُخْرَى فَكَانَ قَلْبِي لِلْمُسْلِمِيْنَ سَلِيْماً."


.....................................
[سير أعلام النبلاء(1/243)].

الأحد، 8 أبريل 2012

أحبُّ الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ



قال الحافظ الذهبي (ت 748هـ) رحمه الله:
«فأقلُّ مراتب النهي أن تُكرَه تلاوةُ القرآن كلِّه في أقلَّ من ثلاث، فما فَقه ولا تدبَّر من تلا في أقلَّ من ذلك. ولو تلا ورتل في أسبوع، ولازم ذلك، لكان عملاً فاضلاً، فالدِّينُ يُسرٌ، فوالله إنَّ ترتيل سُبع القرآن في تهجد قيام الليل مع المحافظة على النَّوافل الراتبة، والضحى، وتحية المسجد، مع الأذكار المأثورة الثابتة، والقول عند النوم واليقظة، ودُبر المكتوبة والسَّحَر، مع النَّظر في العلم النافع والاشتغال به مخلصاً لله، مع الأمر بالمعروف، وإرشاد الجاهل وتفهيمه، وزجر الفاسق، ونحو ذلك، مع أداء الفرائض في جماعة بخشوع وطمأنينة وانكسار وإيمان، مع أداء الواجب، واجتناب الكبائر، وكثرة الدعاء والاستغفار، والصدقة وصلة الرحم، والتواضع، والإخلاص في جميع ذلك، لشُغلٌ عظيمٌ جسيمٌ، ولمَقامُ أصحاب اليمين وأولياء الله المتقين، فإنَّ سائر ذلك مطلوب.
فمتى تشاغل العابِد بختمة في كلِّ يوم، فقد خالف الحنيفية السَّمحة، ولم ينهض بأكثر ما ذكرناه ولا تدَبَّر ما يتلوه ...
وكلُّ من لم يَزُمَّ نفسه في تعبُّده وأوراده بالسنة النبوية، يندَمُ ويترَهَّب ويسوء مِزاجُه، ويفوته خيرٌ كثير من متابعة سنة نبيِّه الرؤوف الرحيم بالمؤمنين، الحريص على نفعهم، وما زال صلى الله عليه وسلم معلِّماً للأمَّة أفضلَ الأعمال، وآمراً بهجر التَّبتُّل والرهبانية التي لم يُبعث بها، فنهى عن سَرد الصَّوم، ونهى عن الوصال، وعن قيام أكثر الليل إلاَّ في العَشر الأخير، ونهى عن العُزبة للمستطيع، ونهى عن ترك اللحم إلى غير ذلك من الأوامر والنواهي.
فالعابد بلا معرفةٍ لكثير من ذلك معذورٌ مأجور، والعابد العالم بالآثار المحمدية، المتجاوز لها مَفضولٌ مغرور، وأحبُّ الأعمال إلى الله تعالى أدومُها وإن قلَّ، ألهمنا الله وإيَّاكم حسن المتابعة، وجنَّبنا الهوى والمخالفة ».
سير أعلام النبلاء (3/84 – 86).

إذا أردتم إصلاح المرأة - ابن باديس





"....إذا أردتم إصلاحها (المرأة) الحقيقي فارفَعوا حجاب الجَهل عن عَقلها قبل أن ترفعوُا حجاب السِّترِ عن وَجهها، فإن حجاب الجهل هو الذي أخرَّها، وأمَّا حجابُ السِّتر فإنه ما ضرَّها في زمان تَقَدُّمها، فقد بلغت بنات بغداد، وبنات قرطبة، وبنات بجاية، مكانًا عليًّا في العلم وهُنَّ مُتَحجِّباتٌ ؛ فليت شِعري ما الذي يَدعوكُم اليوم إلى الكلام في كَشفِ الوُجوه قبلَ كلِّ شيء...؟!"

الشيخ ابن باديس/مجَلته الشهاب – الجزء العَاشر الـمُجلَّد الخامس بتاريخ غُرَّة جمادى الثانية 1348هـ - نوفمبر 1929م

الجمعة، 6 أبريل 2012

لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي كَبَدٍ

قال القـــرطبي - رحمه الله -  :
[ أول ما يكابد قطع سرته ، ثم إذا قمط قماطا ، وشد رباطا ، يكابد الضيق والتعب ، ثم يكابد الارتضاع ، ولو فاته لضاع ، ثم يكابد نبت أسنانه ، وتحرك لسانه ، ثم يكابد الفطام ، الذي هو أشد من اللطام ، ثم يكابد الختان ، والأوجاع والأحزان ، ثم يكابد المعلم وصولته ، والمؤدب وسياسته ، والأستاذ وهيبته ، ثم يكابد شغل التزويج والتعجيل فيه ، ثم يكابد شغل الأولاد ، والخدم والأجناد ، ثم يكابد شغل الدور ، وبناء القصور ، ثم الكبر والهرم ، وضعف الركبة والقدم ، في مصائب يكثر تعدادها ، ونوائب يطول إيرادها ، من صداع الرأس ، ووجع الأضراس ، ورمد العين ، وغم الدين ، ووجع السن ، وألم الأذن. ويكابد محنا في المال والنفس ، مثل الضرب والحبس ، ولا يمضى عليه يوم إلا يقاسي فيه شدة ، ولا يكابد إلا مشقة ، ثم الموت بعد ذلك كله ، ثم مساءلة الملك ، وضغطة القبر وظلمته ؛ ثم البعث والعرض على الله ، إلى أن يستقر به القرار ، إما في الجنة وإما في النار ] .

 الجامع لأحكام القرآن: 20/62

والله ماهؤلاء بالقراء

قال تعالى :(كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته)
وما تدبر آياته إلا اتباعه والعمل به أما والله ما هو بحفظ حروفه ، وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول :قد قرأت القرآن كله فما أسقطت منه حرفا ، وقد والله أسقطه كله مايرى له القرآن في خلق ولا عمل حتى إن أحدهم ليقول : إني لأقرأ السـورة في نفس واحد ، والله ماهؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحـكماء ، ولا الورعة ، متى كانت الـقراء تقول مثل هـذا ؟ لا أكثر الله في الـناس مـثل هــؤلاء .


...................................................
الحسن البصري ـ أخلاق حملة القرآن للآجري .

وما هو على الغيب بضنين- ابن القيم

قـال الله تعالى عن النبي صلى الله عليه وســلم :

( وما هو على الغيب بضنين ) الضنين البخيل ، قال الفراء :

( يقول تعالى يأتيه غيب السماء وهو منفوس فيه فلا يضن به عليكم ) .

وهذا معنى حسن جداً فإن عادة النفوس الشح بالشيء النفيس ولا سيما عمـن

لا يعرف قدره ويذمه ويذم من هو عنده ، ومع هذا الرسول لا يبخل عليكم بالوحي

الذي هو أنفس شيء وأجله .

.................................................
ابن القيم ـ التبيان في أقسام القرآن .

قِــفَا نَــبكِ - العشماوي

«قِفَا نَبْكِ» من ذكرى صريعٍ مُجَنْدَلِ
بسِقْطِ الأسى بين الهوى والتَّذَلُّلِ

فَدِجْلَةَ فالماءِ الذي صار لونُه
كلونِ حياضِ الذَّبْح يومَ التَّحَلُّلِ

فبغدادَ فالأقصى الجريحِ فصخرةٍ
تئنُّ من الباغي أنينَ المكبَّلِ

فكشميرَ فالافغانِ صارتْ بلادُهم
من البؤسِ تغلي باللَّظى غَلْيَ مِرْجَلِ

فناحيةٍِ الشيشان ِحيث تَزَلْزَلَتْ
بيوتُ بني الإسلام شَرَّ التَّزَلْزُلِ

قفا نَبْكِ من أحوال أمتنا التي
نراها بجمر البَغْي تُصْلَى وتصطلي

ترى قِطَعَ الأشلاء في «عَرَصاتِها»
تعبِّر فيها عن يتيمٍِ ومُثْكِلِ

فكم واردٍِ فيها على حوض موته
وكم ذائقٍ فيها مرارةَ حَنْظَلِ

«وقوفاً بهاصحبي»، يقولون: لا تَقِفْ
حزيناً، «ولا تَهْلَكْ أسىً وتجمَّلِ»

ألم يُبصروا مثلي، تَخاذُلَ أمتي
«فهل عند رسمٍ دارسٍِ من معوَّلِ»؟

ألا يا امْرأَ القيسِ الذي فاض دمعُه
ألست تراني، بَلَّ دمعيَ مِحْمَلي؟!

وصَفْتَ لنا أمَّ الحُوَيْرِثِ عابثاً
«وجارتَها أمَ الرَّبابِ بمَأْسَلِ»

وصفْتَ لنا مِسْكاً تَضوَّع منهما
كما هَبَّ نِسْنَاسُ الصَّبا بالقَرَنْفَلِ

نقلْتَ لنا أخبارَ خِدْرِ عُنيزةٍ
وصَرْخَتَها بالويلِ «إنَّكَ مُرْجِلي»

وفاطمَ إذْ ناديتَها متوسِّلاً
«أَفاطمُ مهلاً بعضَ هذا التَّدَلُّلِ»

نَحَرْتَ على شرع الهوى ناقةَ الهوى
لَتَغْذوَ مَنْ تهوى «بدارَةِ جُلْجُلِ»

«تركتَ العذارى يرتمينَ بلحمها
وشحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ»

لقد كنتَ ضِلَّيلاً تميلُ مع الهوى
كما مالَ في عصري دُعاةُ التحلُّلِ

فكنتَ على ما كُنْتَ قُدْوَةَ ماجنٍ
خليعٍ صريعٍ للتَّمادي مضلِّلِ

ألا يا امْرَأَ القيس الذي ثار قلبُه
لقتل الأبِ المنكوب أَسْوَأَ مَقْتَلِ

تحوَّلْتَ من خمرٍ ولهوٍ وضَيْعَةٍ
إلى حَمَلات الثَّأْر أقوى تَحوُّلِ

تجاوزْتَ حدَّ العقلِ في الثَّأْر، مثلما
تجاوزْتَ في الأَهواءِ حَدَّ التَّعَقُّلِ

ألا ليتَ شعري، لو رأيتَ تخاذُلاً
لأمتنا في حالِها المُتَمَلْمِلِ

فيا ربَّما جرَّدْتَ سيفكَ مُقبلاً
«بمنجردٍ قيدِ الأَوابدِ هيكلِ»

تبدَّلْتَ في حالَيْكَ، والأمَّةُ التي
تعوَّذَ منها الذُّلُّ لم تتبدَّلِ

الشاعر عبد الرحمن العشماوي

الثلاثاء، 3 أبريل 2012

شعر في من أكثر الزيارة لصاحب له فلم يجده

- قال الإمام السمعاني :
 " أبو محمد عبد الله بن محمد البخاري المعروف بالبافي، سكن بغداد وكان من أفقه أهل وقته على مذهب الشافعي وله معرفة بالنحو والأدب مع عارضة وفصاحة، وكان حسن المحاضرة بليغ العبارة حاضر البديهة يقول الشعر المطبوع من غير كلفة ويعمل الخطب ويكتب الكتب الطويلة من غير روية وتفكر، وقصد يوما صديقا له ليزوره فلم يجده في داره فاستدعى بياضا ودواة وكتب إليه:
 كم حضرنا فليس يقضى التلاقي * نسأل الله خير هذا الفراق
 إن أغب لم تغب وإن لم تــغب * غبت كأن افتراقنا باتفاق

 [الأنساب للسمعاني (1-264)-]

اشتقاق كلمة " عرفات " على اربعة أقوال

اشتقاق "عرفات"
ذكر أبو تراب فصلا عن اختلاف اللغويين في اشتقاق كلمة " عرفات " على اربعة أقوال:
الأول: مشتق من الاعتراف لأن الحجاج يعترفون للحق بالربوبية، وعلى هذ يوجه بعضهم قول آدم وحواء عليهما السلام : ربنا ظلمنا أنفسنا. فقال الله : الآن عرفتما أنفسكما حيث اعترفتما بالتقصير ..
الثاني: أنه مشتق من العُرف -بضم العين- بمعنى الصبر . وهو صبر الحجاج على مشاق الوصول إليه.
الثالث: أنه مشتق من العَرف -بفتح العين- وهو الرائحة الطيبة، وتوجيهه أن الحجاج يتطهرون من الذنوب ويكتسبون رائحة طيبة .
الرابع: مشتق من المعرفة ، وتعليله من ثمانية وجوه:
- أن الله يتعرف إلى الحجاج في هذا اليوم بالرحمة.
- تعارف الحجاج لبعضهم في هذا الموقف.
- قول ابن عباس أن آدم وحواء تعارفا في هذا المكان.
- أن آدم علمه جبريل مناسك الحج فلما وقفا بعرفة قال له: أعرفت المناسك، قال نعم . وهو في كتب التفسير
- ما روي عن علي بن أبي طالب أنه عرف هذا المكان أول ما رآه.
- أن جبريل علم إبراهيم المناسك وأوصله إليها فقال له أعرفت المناسك؟.
- أن إبراهيم التقى بإسماعيل وهاجر بعد أن تركهما ثم عاد من الشام بعرفة .
- أن إبراهيم أُري المناسك كلها عند الأمر له بذبح ابنه فعرف عرفات.
بعدها قال أبو تراب: والترجيح يحتاج إلى بحث طويل لسنا هنا بصدده.
-ذكره في كبوات اليراع-

من قال لغيره من الناس : ادع لي

قال شيخ الاسلام :
وأما سؤال المخلوق للمخلوق أن يقضي حاجة نفسه أو يدعو له فلم يؤمر به بخلاف سؤال العلم . 1 / 185 .
وقال رحمه الله في موضع آخر :
ومن قال لغيره من الناس : ادع لي – أو لنا – وقصده أن ينتفع ذلك المأمور بالدعاء وينتفع هو أيضاً بأمره ويفعل ذلك المأمور به كما يأمره بسائر فعل الخير فهو مقتد بالنبي صلى الله عليه وسلم.
وأما إن لم يكن مقصوده إلا طلب حاجته لم يقصد نفع ذلك والإحسان إليه ، فهذا ليس من المقتدين بالرسول المؤتمين به في ذلك ، بل هذا من السـؤال المرجـوح الذي تـركه إلى الرغـبـة إلى الله ورسـوله أفضل من الرغبة إلى المخلوق وسؤاله .
 - نقله اللهيميد في فوائده -

ترك بعض المستحبات لتأليف القلوب

    - قال شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى - بعد ذكر استحباب الجهر بالبسملة لمصلحة راجحة عند أحمد:" ويستحب للرجل أن يقصد إلى تأليف القلوب بترك هذه المستحبات لأن مصلحة التأليف في الدين أعظم من مصلحة فعل مثل هذا كما ترك النبي صلى الله عليه وسلم تغيير بناء البيت لما في إبقائه من تأليف القلوب وكما أنكر ابن مسعود على عثمان إتمام الصلاة في السفر ثم صلى خلفه متما . وقال الخلاف شر ."

[مجموع الفتاوى(22/407)]

التلفظ بالنية نقص في العقل والدين

    - قال شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى - : " والتلفظ بالنية نقص في العقل والدين أما في الدين فلأنه بدعة وأما في العقل فلأنه بمنزلة من يريد يأكل طعاما فيقول نويت بوضع يدي في هذا الإناء أني أريد آخذ منه لقمة فأضعها في فمي فامضغها ثم أبلعها لأشبع مثل القائل الذي يقول نويت أصلى فريضة هذه الصلاة المفروضة على حاضر الوقت أربع ركعات في جماعة أداء الله تعالى فهذا كله حمق وجهل وذلك أن النية بليغ العلم فمتى علم العبد ما يفعله كان قد نواه ضرورة فلا يتصور مع وجود العلم بالعقل أن يفعل بلا نية ولا يمكن مع عدم العلم أن تحصل نية .

 .........................

"[مجموع الفتاوى(22/231)]

هذه و الله الشجاعة - الذهبي

 
قال الإمام الذهبي:
"وَعَنْ مُعَاذِ بنِ عَمْرٍو، قَالَ:جَعَلْتُ أَبَا جَهْلٍ يَوْمَ بَدْرٍ مِنْ شَأْنِي، فَلَمَّا أَمْكَنَنِي، حَمَلْتُ عَلَيْهِ، فَضَرَبْتُهُ، فَقَطَعْتُ قَدَمَهُ بِنِصْفِ سَاقِهِ.وَضَرَبَنِي ابْنُهُ عِكْرِمَةُ بنُ أَبِي جَهْلٍ عَلَى عَاتِقِي، فَطَرَحَ يَدِي، وَبَقِيَتْ مُعَلَّقَةً بِجِلْدَةٍ بِجَنْبِي، وَأَجْهَضَنِي عَنْهَا القِتَالُ، فَقَاتَلْتُ عَامَّةَ يَوْمِي، وَإِنِّي لأَسْحَبُهَا خَلْفِي.فَلَمَّا آذَتْنِي، وَضَعْتُ قَدَمِي عَلَيْهَا، ثُمَّ تَمَطَّأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى طَرَحْتُهَا.
هَذِهِ -وَاللهِ- الشَّجَاعَةُ، لاَ كَآخَرُ مِنْ خُدْشٍ بِسَهْمٍ يَنْقَطِعُ قَلْبُهُ، وَتَخُوْرُ قِوَاهُ.
 
نَقَلَ هَذِهِ القِصَّةَ ابْنُ إِسْحَاقَ، وَقَالَ: ثُمَّ عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَى زَمَنِ عُثْمَانَ."
 ................................
 [سير أعلام النبلاء(1/250و251)]

سنة مهجورة:



قا ل ابن عثيمين رحمه الله

من السنة إذا رأى الإنسان ما يعجبه في الدنيا أن يقول
لبيك إن العيش عيش الآخرة
لأن الإنسان إذا رأى ما يعجبه من الدنيا ربما يلتفت إليه
فيعرض عن الله ، فيقول لبيك : استجابة لله ، ثم يوطن

نفسه فيقول : إن العيش عيش الآخرة ، فهذا العيش
الذي يعجبك عيش زائل

الممتع 3/ 172

لك الله يا شام


إذا ذُكرت بلاد الشام طابت ... بها كلماتنا وسما المـــقامُ
لأن الشام للكرماء رمــزٌ ... وإن أزرى بموقفها الــلئامُ

في محرابِ " دَرْعةَ " ما يُرينا ... شواهدَ من جرائمهمْ تُــقامُ
لقد سالت دماءُ الناسِ ظُلماً ... فأُفلتَ من يدِ الباغي الـزِّمامُ
ولو نطقَتْ بما تلقاهُ حمـصٌ ... لأيقظ كلَّ من غفلوا ونـاموا
جرائمٌ تنفرُ الأخلاق منـها ... لها في شامنا الغالي ضِــرامُ

............................

عبد الرحمن العشماوي .

مــن اللطائف القرآنية 10


قال تعالى عن قصة موسى والخضر :( فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاً إمرا)
قال الناصر في الانتصاف : بادر موسى بالإنكار التهاباً وحمية للحق فقال:
( أخرقتها لتغرق أهلها ) ولم يقل ( لتغرقنا ) فنسي نفسه واشتغل بغيره في الحالة التي كل أحد فيها يقول : ( نفسي نفسي ) لا يلوي على مال ولا ولد ، وتلك حـالة الغرق فسبحان من جبل أنبياءه وأصفيائه على نصح الخلق والشفقة عليهم والرأفة بهم .


....................................
محاسن التأويل للقاسمي .

ما لاحظته في برنامج - إلى غلاة التجريح


العاقل اللبيب و المنصف الأريب , يقول الحق ويعامل الخلق برفق , و يكون مع خصومه عادلا لا مجادلا , ويدعوا إلى الائتلاف لا الفرقة والاختلاف , وإننا مما نقول فيه بحق ما رأيناه في برنامج [ إلى غلاة التجريح ] للشيخ الجليل الفاضل [ أبو الحسن المأربي ] ينصح فيه الغلاة .
رأينا منه تأدبا كبيرا وعلما غزيرا وفهما ونقلا من كتب علماء السلف الأجلاء كشيخ الإسلام ابن تيمية وغيره فلا يتكلم إلا بدليل ولا يرمي غيره بجهل وتضليل , وذكر بعض قواعد الجرح والتعديل , ومتى يخرج الإنسان من دائرة أهل السنة كل ذلك بأدب وعلم ورفق ولين .

ومن رأى ردود الشيخ الرسلان يرى سبا وشتما وطعنا ولعنا وتبديعا وتفسيقا وتجهيلا وشدة في الإنكار بسباب وتنابزا بالألقاب ومما يندى له الجبين أن يكون كل هذا في بيت الله !! في خطبة جمعة !! فوق المنبر !! والأصل أن تكون للوعظ والتذكير والعلم فما ما ذنب عامّة النّاس الّذين يقصِدون مجالس العلم ليزدادوا إيمانا وصلاحا ؟ وما ذنب طلبة العلم الذين يقصدون مجالس العلم ليزدادوا ثباتا وفلاحا ؟ نعوذ بالله من الخذلان ...
قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يبغض الفاحش المتفحش البذيء) وعَنْ أَنَسٍ ، رضي الله عنه ، قال : " لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ سَبَّابًا ، وَلا فَحَّاشًا ، وَلا لَعَّانًا "
ومن بعض سبابه وشتامه مما سمعناه ناهيك عما جهلناه :
[ أبو الفتن ....صانع الفتنة ..... المغرر..... شيطان الإنس ..... القناة الملعونة [ لعن المعين مع أنه ينكر لعن المعين ] ..... الجاهل .... المقزز .... الكذاب ..... خبيث ..... المبتدع .....الخداع ....... الحيل الرخيصة الصبيانية - ...]
فأين عقول الأتباع ؟! أم هو التعصب للدعاة والمشايخ ؟ حذروا من الحزبية ووقعوا فيها دون أن يدروا أو يعلموا !!

.................
ابراهيم ديلمي

من اللطائف القرآنية 9



قــــــال الله تــــــعـــالى:

[ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ ۚ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ يُدْخِلْهُ جَنَّـٰتٍۢ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا

ٱلْأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَ‌ٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ , وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُــــــولَهُۥ

وَيَتَعَدَّ حُــــــدُودَهُۥ يُدْخِـــلْهُ نَارًا خَـٰـــــــــلِدًۭا فِيهَا وَلَهُۥ عَذَابٌۭ مُّـــهِينٌۭ ]

تـــأمل:

عند جزاء الطائعين قال (خالدين) وعند جزاء العاصين قال (خالدا) فلماذا التغاير؟

جمع الفائزين بدخول الجنة تبشيرا بكثرة الواقف عند هذه الحدود ولأن منادمة

الإخوان من أعلى نعيم الجنة.

وأفرد العاصي في النيران لأن الانفراد المقتضي للوحشة من العذاب والهــوان .

.............................................................
البقاعي - نظم الدرر في تناسب الآيات والسور .

قصة طريفة تؤكد معنى قوله تعالى : ( وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه)

قصة طريفة تؤكد معنى قوله تعالى :
( وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه)
قال الشيخ عبد الرحمن الشهري : أفادني أخي الأستاذ الدكتور علي الصياح بقصة طــريفة عثر عليها في كتاب (معجم أسر بريدة) للشيخ محمد بن ناصر العبودي . وهذه هي القصة

مصورة من الكتاب في صورتين ..
 

من اللطائف القرآنية 9

قـــــــال تـــعــــالى :
(ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين) .
من بدائع آياته أن جعل هذه الصفات مختلفة فلا تكاد تسمع شخصين يتكلمان فيشبه صوت أحدهما صوت الآخر أو شكله ، وكذلك الصور وتخــــطيطها والألوان وتــــنويعـــها ،ولاختلاف ذلك وقع التعارف فإنك لو رأيت توأمين متشابهين لا يتميز عندك أحدهـما عن الآخر إلا بـجهد فعند ذلك تـعرف نعمة الله تـعالى في الاخـتلاف .

................
السخاوي ـ تفسير القرآن العظيم .

من اللطائف القرآنية 8

قَالَ ابْنُ القَيِّم - رحمه الله  -  :
لَمَّا عَلِمَ اللهُ سُبْحَانَهُ أَنَّ قُلُوبَ المُشْتَاقِين إِلَيْهِ لا تَهْدَأُ إِلا بِلِقَائِهِ
ضَرَب لَهُمْ أَجَلاً لِلِّـقَاءِ تَسْكِيناً لِقُلُـوبِهِم فَقَالَ تَعَالَى :
( مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللهِ لآتْ ) .

.................
روضة المحبين ونزهة المشتاقين.

عقوبات الذنوب - ابن القيم

قال ابن القيم -رحمه الله - في كلام له في عقوبات الذنوب:
فسبحان الله كم من قلب منكوس وصاحبه لا يشعر، وقلب ممسوخ وقلب مخسوف به،وكم من مفتون بثناء الناس عليه ومغرور بستر الله عليه ومستدرج بنعم الله علــــــيه؛ وكل هذه عقوبات وإهانة ويظن الجاهل أنها كرامة.!

...................
الجواب الكافي .

التحذير من كذبة نيسان ( أبريل )

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين إمام المتقين وبعد:
فإن الكذب داء عظيم إذ يعد من قبائح الذنوب وفواحش العيوب وقد جُعل من آيات النفاق وعلاماته، ويُعد صاحبه مجانبًا للإيمان.
ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أبغض الخلق إليه الكذب، فالكذب والإيمان لا يتفقان إلا وأحدهما بحساب الآخر والكذب ريبة ومفسدة على صاحبه.
وإنّ التشبه بالكفرة منهي عنه في ديننا بل أمرنا بمخالفتهم، ولأنّ المشابهة ولو ظاهرًا لها علاقة بالباطن كما ترشد إلى ذلك الأدلة القرآنية والنبوية وحسبنا قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" .
ومن أعظم الخطر في المشابهة مع الكافرين أن يكون الأمر عندهم متعلقًا بأمر اعتقادي.
ومن صور التقليد الأعمى ما يعرف بكذبة ( ابريل ) نيسان ، وكم رأينا وسمعنا لهذه الكذبة من عواقب سيئة وحقد وضغائن وتقاطع وتدابر بين الناس ،وكم جرت هذه الكذبة على الناس من ويلات بين الأخوة وبين أهل البيت ،وكم عطلت على الناس من مصالح نتيجة ذلك، وكم أوقعتهم في خسائر مادية ومعنوية وغير ذلك، بسبب هذا التقليد المتبع من عهد قديم في معظم الدول الأوروبية.
وأما شهر إبريل نيسان فهو الشهر الرابع من السنة الإفرنجية ،وإبريل اسم مشتق من الأصل اللاتيني "ابريليس" Aprilis في التقويم الروماني القديم ، وقد يكون مشتقًا من الفعل اللاتيني "فتح" Arerire دلالة على ابتداء موسم الربيع، وظهور البراعم وتفتح الأزهار.
وكان شهر ابريل هو مبدأ السنة بدل شهر يُناير (كانون الثاني) في فرنسا. وفي عام 1654م أمر شارل التاسع ملك فرنسا بجعل أول السنة يناير بدل ابريل.وهناك تعليلات أخرى يعود بعضها إلى الإغريق ،لأن شهر إبريل يمثل مطلع الربيع، فكان الرومان قد خصصوا اليوم الأول من شهر ابريل لاحتفالات "فينوس" وهي رمز الحب والجمال والمرح والضحك والسعادة عندهم. وقد كانت الأرامل والعذارى يجتمعن في روما وفي معبد فينوس، ويكشفن لها عن عاهاتهن الجسمية والنفسية، ويبتهلن إليها لتخفيها عن أنظار أزواجهن.
وأما الأقوام الساكسونية فكانت تحتفل في هذا الشهر بعيد آلهتهم "ايستر" وهي إحدى آلهتهم القديمة وهو الاسم الذي يطلق عليه الآن عيد الفصح عند النصارى في اللغة الإنجليزية.
وبعد ما تقدم يظهر لنا ما لشهر ابريل من أهمية خاصة عند الأقوام الأوروبية في العصور القديمة.


ولم يعرف أصل هذه الكذبة على وجه التحديد وهناك أراء بذلك ، فذكر بعضهم أنها نشأت مع احتفالات الربيع, عند تعادل الليل والنهار في 21 آذار (مارس).
ويرى بعضهم أن هذه البدعة بدأت في فرنسا عام 1564م بعد فرض التقويم الجديد كما سبق، إذ كان الشخص الذي يرفض بهذا التقويم الجديد يصبح في اليوم الأول من شهر ابريل ضحية لبعض الناس الذين كانوا يعرضونه لمواقف محرجة، ويسخرون منه فيصبح محل سخرية للآخرين.
ويرى بعضهم أن هذه البدعة تمتد إلى عصور قديمة واحتفالات وثنية، لارتباطه بتاريخ معين في بداية فصل الربيع، إذ هي بقايا طقوس وثنية.

ويقال أن الصيد في بعض البلاد يكون قليلاً في أول أيام الصيد في الغالب، فكان هذا قاعدة لهذه الأكاذيب التي تختلق في أول شهر ابريل.
يطلق الإنجليز على اليوم الأول من شهر ابريل اسم "يوم جميع المغفلين والحمقى " All Fools Day لما يفعلونه من أكاذيب حيث قد يصدقهم من يسمع فيصبح ضحية لذلك فيسخرون منه.
وأول كذبة ابريل ورد ذكرها في اللغة الإنجليزية في مجلة كانت تعرف بـ "مجلة دريك" DRAKES NEWSLETTERS ففي اليوم الثاني من ابريل عام 1698م ذكرت هذه المجلة أن عددًا من الناس استلموا دعوة لمشاهدة عملية غسل الأسود في برج لندن في صباح اليوم الأول من شهر ابريل.
ومن أشهر ما حدث في أوروبا في أول ابريل أن جريدة "ايفننج ستار" الإنجليزية أعلنت في 31 مارس ( آذار) سنة 1846م أن غدًا -أول ابريل- سيقام معرض حمير عام في غرفة الزراعة لمدينة اسلنجتون من البلاد الإنجليزية فهرع الناس لمشاهدة تلك الحيوانات واحتشدوا احتشادًا عظيمًا، وظلوا ينتظرون، فلما أعياهم الانتظار سألوا عن وقت عرض الحمير فلم يجدوا شيئا فعلموا أنهم أنما جاؤوا يستعرضون أنفسهم فكأنهم هم الحمير!!! وإن تعجب فعجب ما يزعمه بعض الناس في هذه الكذبة عندما يحبكونها، حيث يقولون هذه "كذبة ابريل" ، وكأنهم يستحلون هذا الكذب والعياذ بالله من ذلك، ونحن نعلم أن الكذب لا يجوز ولو على سبيل المداعبة ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : "ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له".
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه يمزح ولكنه لا يقول في مزاحه إلا حقًا وهذا المزاح الذي كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه تطييب لنفس الصحابة، وتوثيق للمحبة، وزيادة في الألفة، وتجديد للنشاط والمثابرة، ويرشد إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : "والذي نفسي بيده لو تداومون على ما تكونون عندي من الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة" ، ثلاث مرات.
ويجدر الإشارة إلى أن كثرة المزاح مخلة بالمروءة والوقار كما أن التنزه عنه بالمرة وتركه مخل بالسنة والسيرة النبوية، وخير الأمور أوسطها ومن مفاسد كثرته أنه يشتغل عن ذكر الله، ويؤدي إلى قسوة القلب، ويؤدي إلى الحقد وسقوط المهابة، ويورث كثرة الضحك المؤدي إلى قسوة القلب، وبالجملة فالمزاح ينبغي أن لا يتخذ حرفة ودندنًا.
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

كتبه أ.د عاصم بن عبدالله القريوتي

حديث اليوم

 
© 2009/ 11/25 *هذاالقالب من تصميمى * ورود الحق