الأحد، 24 يونيو 2012

من روائع كلام الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله

«إن المسلمين كثير، ولكن التفرّق صيّرهم قليلًا مستضعفين في الأرض، يشقون لإسعاد غيرهم، ويموتون في سبيل إحياء عدوّهم، وانها لخطة من الهوان يأباها أكثر الحيوانات العجماء، فكيف الخلائق العقلاء»

[" آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي(1/60)].

فوائد الصلاة / ابن القيم

الصلاة الصلاة

قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
 «الصلاة مجلبةٌ للرزق، حافظة للصحة، دافعة للأذى، مطردة للأَدواء، مقوِّية للقلب، مبيِّضة للوجه، مُفْرِحةٌ للنفس، مُذهبة للكسل، منشِّطةٌ للجوارح، ممدَّة للقُوَى، شارحِة للصَّدر، مغذِّية للروح، مُنوِّرة للقلب، حافِظةٌ للنعمة، دافعة للنقمة، جالِبة للبركة، مُبعِدة من الشيطان، مُقرِّبة من الرحمن.
وبالجملة.. فلها تأثير عجيب فى حفظ صحة البدن والقلب، وقواهما، ودفع المواد الرديئة عنهما، وما ابتُلى رجلان بعاهةٍ أو داءٍ أو مِحنةٍ أو بَليةٍ إلا كان حظُّ المُصَلِّى منهما أقلَّ، وعاقبتُه أسلم.
وللصلاة تأثيرٌ عجيب فى دفع شُرور الدنيا، ولا سِيَّما إذا أُعطيت حقها من التكميل ظاهراً وباطناً، فما استُدْفِعَتْ شرورُ الدُّنيا والآخرة، ولا استُجْلِبَت مصالِحُهُمَا بمثل الصلاة، وسِرُّ ذلك أنَّ الصلاة صِلةٌ باللهِ عَزَّ وجَلَّ، وعلى قدر صِلَةِ العبد بربه عَزَّ وجَلَّ تُفتح عليه من الخيرات أبوابَها، وتُقطعُ عنه من الشرور أسبابَها، وتُفِيضُ عليه موادَ التوفيق مِن ربه عَزَّ وجَلَّ، والعافية والصحة، والغنيمة والغِنى، والراحة والنعيم، والأفراح والمسرَّات، كلها محضرةٌ لديه، ومسارِعةٌ إليه» « زاد المعاد في هدي خير العباد» (4/332)

كلام قيم لابن باديس رحمه الله

«العلم قبل العمل، ومن دخل في العمل بغير علم لا يأمن على نفسه من الضلال، ولا على عبادته من مداخل الفساد والاختلال، وربما اغتر به الجهال، فسألوه فاغتر هو بنفسه فتكلم بما لا يعلم فضل وأضل»

[آثاَرُ  الإمام ابْنُ بَادِيسَ (2/275)]

حقيقة التوحيد/شيخ الإسلام

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
«حقيقة التوحيد : أن نعبد الله وحده ، فلا يدعى إلا هو ، ولا يخشى ولا يتّقى إلا هو ، ولا يتوكل إلا عليه ، ولا يكون الدين إلا له ، لا لأحد من الخلق ، وأن لا نتخذ الملائكة والنبييّن أرباباً ، فكيف بالأئمة والشيوخ والعلماء والملوك وغيرهم » 
 
[ منهاج السنة النبوية ج 3 ص 490 ]

راحة القلب وسروره خاص بأهل الإيمان

قال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله:
« إن راحة القلب وسروره، وزوال همومه وغمومه، هو المطلب لكل أحد، وبه تحصل الحياة الطيبة، ويتم السرور والابتهاج، ولذلك أسباب دينية، وأسباب طبيعية، وأسباب عملية، ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين، وأما من سواهم فإنها وإن حصلت لهم من وجه وسبب يجاهد عقلاؤهم عليه، فاتتهم من وجوه أنفع وأثبت وأحسن حالا ومآلا » 
 
«الوسائل المفيدة للحياة السعيدة» ص

استخراج السحر

قال الإمام محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
[التحقيق الذي لا ينبغي العدول عنه في هذه المسألة: أن استخراج السحر إن كان بالقرآن كالمعوذتين وآية الكرسي ونحو ذلك، مما تجوز الرقيا به ، فلا مانع من ذلك، وإن كان بسحر أو بألفاظ عجمية ، أو بما لا يفهم معناه، أو بنوع آخر مما لا يجوز ، فإنه ممنوع. وهذا واضح، وهو الصواب إن شاء الله تعالى كما ترى][الأضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن(3/41)]

احذرو جليس السوء/ابن القيم

قال الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله:
«كم جلبت خُلْطَةُ الناس من نقمة، ودفعت من نعمة، وأنزلت من محنة، وعطلت من منحة، وأحلت من رزية، وأوقعت في بلية، وهل آفة الناس إلا الناس » [مدارج السالكين (1/455)]

السبت، 23 يونيو 2012

اقتران الصلاة بالزكاة في القرآن

قال الله تعالى : { فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ } ، وقال تعالى : { فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ } ، وقال تعالى : { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ }

ومن مآخذ التصرف القراني الاقتران بين الالفاظ ، كالاقتران بين الصلاة والزكاة ، حيث ذكرا ، فإن الله عز وجل قرن بينهما كثيرا ، في آيات عديدة وإنما وقع القرن بينهما ، لإن أعظم العمل المتعلق بالبدن هو الصلاة ، وأعظم العمل المتعلق بالمال هو الزكاة ، ففي الصلاة تقوية للبدن ، وفي الزكاة تنمية للمال ، فلأجل هذا المعنى قرن بينهما في التصرف القرآني ، ويقابل هذا القرن الإفراد ، وسيأتي له مثال فيما يستقبل

[العلامة صالح ابن عبد الله العصيمي]

الجهل بالله تعالى/ ابن عثيمين رحمه الله

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
من أسباب نقص الإيمان الجهل بالله تعالى وأسمائه وصفاته والغفلة والإعراض عن النظر في آيات الله وأحكامه الكونية والشرعية فإن ذلك يوجب مرض القلب أو موته باستيلاء الشهوات والشبهات عليه وكذلك فعل المعصية فينقص الإيمان بحسب جنسها وقدرها والتهاون بها وقوة الداعي إليها أو ضعفه.
- فتح رب البرية بتلخيص الحموية / ص105

يا أبناءنا/الإمام محمد البشير الإبراهيمي

من جميل كلام الإمام محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله:
 « يا أبناءنا، إن الحياة قسمان: حياة علمية، وحياة عملية، وإن الثانية منهما تنبني على الأولى قوّة وضعفًا، وإنتاجًا وعقمًا، وإنكم لا تكونون أقوياء في العمل إلا إذا كنتم أقوياء في العلم، ولا تكونون أقوياء في العلم إلا إذا انقطعتم له، ووقفتم عليه الوقتَ كله، إن العلم لا يعطي القياد إلا لمن مهره السهاد، وصرَف إليه أعنّة الاجتهاد »[" آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي(3/203)].

العلم قبل العمل/الإمام عبد الحميد بن باديس

من جميل كلام الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله:
«العلم قبل العمل، ومن دخل في العمل بغير علم لا يأمن على نفسه من الضلال، ولا على عبادته من مداخل الفساد والاختلال، وربما اغتر به الجهال، فسألوه فاغتر هو بنفسه فتكلم بما لا يعلم فضل وأضل» [آثاَرُ الإمام ابْنُ بَادِيسَ (2/275)]

من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا





قال النووي رحمه الله تعالى في الأربعين النووية الحديث السادس والثلاثون، عن أبى هريرة عن النبي قال: { من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامه} والكرب يعني: الشدة والضيق والضنك، والتنفيس معناه: إزالة الكربة ورفعها، وقوله: { من كرب الدنيا } يعم المالية والبدنية والأهلية والفردية والجماعية.
{ نفس الله عنه } أي: كشف الله عنه وأزال.
{ كربة من كرب يوم القيامة } ولا شك أن كرب يوم القيامة أعظم وأشد من كرب الدنيا، فإذا نفس عن المؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.

صلاح العقل واللسان/شيخ الإسلام

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

«صلاح العقل واللسان ، مما يؤمر به الإنسان ، ويعين ذلك
  على تمام الإيمان ، وضد ذلك يوجب الشقاق والضلال والخسران»

[مجموع الفتاوى ( 32 / 255)]

موقف طريف

من المواقف المضحكة والمبكية في الوقت نفسه أن أحد إخواننا من
الـممكلة السعودية نزل ضيفا على أصدقاء لنا بالجزائر ولأول مـرة
يخرج من بلده وحياته كلها في المدينة المنورة يعني من البيت إلى
المعروف .... :) فالرجل تصبب عـــــرقا حتى كاد يغمى عليه واختبأ العمل إلى المســجد النبوي ...فنزلوا به شارع ديـدوش مـراد
داخل عمارة وهم ينادونه تعال .. اخـرج ...وهو يصــيح لا والله لــن
أخرج ... لا والله لن أخرج ......جيبو السيارة نـــرجع فلما خرج قـال  :
أنـتو والله صحابة أنتو والله صــحابة :))

صورة لي من غابات أزفون

الصورة أخذت اليوم 16 جوان 2012 من غابات أزفون في مكان رائع ,أمام جدول مياه صغير , هدوء ساحر وطبيعة أخاذة وجبال شامخة , وسهول خضراء , لا تسمع سوى خرير المياه وحفيف الأشجار وغناء الطيور وما زاد المنظر رونقا وجمالا صورة البحر من أعلى الجبل هناك يمكنك أن تتدبر في خلق الرحمن , وتنسى الغموم والهموم والأحزان ....

خاطرة : نصيحتي أمام الرئيس الجديد

خاطرة : نصيحتي أمام الرئيس الجديد
لو فاز محمد مرسي برئاسة مصر , ومكنني الله من لقائه ,لقلت له :
إذا أردت أن يحبك الشعب , فانزل إلى الأحياء الفقيرة وواسهم , وارفع

معنوياتهم واجبر خاطرهم و خاطب ضعيفهم , وادع الله في كل سجود
أن يعينك عــلى هذا المنصب الكبير , لأنك ستسأل عن كل شعبك ,
وكرر نزولك ولا تـجعله مـرة في دهرٍ , ولا تستعمل لغة القهر , وخاصة
وأنك رجل يمثّل الدين,فـلا تكن قـــدوة سيئة, فيكرهك الناس ويكرهون دينك ..

خاطرة / الدعاء لأهلنا في سورية

قال شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله -
ليس بفقيه من كانت له إلى الله حاجة فنــام عنها بالأسـحار
قلت : لنا إلى الله حاجة كبيرة ونازلة خطيرة عظمها الإسلام في الكتاب
والسنة وهي دماء إخواننا في سوريا فقوموا بركعتين يرحمكم الله وادعو
لإخوانكم بحـقن الدمـاء وسـتر الأعراض و الأمـن من الخوف .
اللهم احقن دماء المسلمين في سوريا وفي كل مكان .

طريق النجاح

العاديون من الناس يسألون : من أين نبدأ وأين الطريق ؟

أما الرواد والمبدعون فيعلمون أنه ليس أمامهم طريق،

فخطاهم هي التي ستشق الطــريق

د. عبد الكريم بكار .

أقسى عقوبة عاقبنا بها الله/البشير الإبراهيمي

إنني ـ يا قوم ـ أعتقد أن أقسى عقوبة عاقبنا بها الله على خذلنا لدينه هي أنه جرد كلامنا من القبول والتأثير ، فأصبح كلامنا في أسماع الجيل القديم مستثقلاً ، وفي أسماع الجيل الجديد مسترذلاً ، ومن ظن خلاف هذا فهو غِرٌّ أو مغرورٌ أو هما معاً .
أصبحنا في أمتنا غرباء تزدرينا العيون ، وتتقاذفنا الظنون ؛ لأننا أصبحنا كالدراهم الزيوف ، فيها من الدراهم استدارتها ونقوشها ، وليس فيها جوهرها ومعدنها .



.........................................
الشيخ محمد البشير الإبراهيمي.
 
 الكلام مأخوذ من رسالة حملتها على ملف وورد بعنوان :

وظيفة علماء الدين

بقلم فضيلة الأستاذ الشيخ
محمد البشير الإبراهيمي
رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
ورئيس تحرير جريدة البصائر الغراء

اعتنى به
عبدالإله بن عثمان الشايع

الاثنين، 11 يونيو 2012

كيف بنا لو أدرك الخطيب البغدادي زماننا



وليت شعري كيف بنا لو أدرك الخطيب البغدادي ، توفي سنة (463هـ) -رحمه الله - .زماننا :حين قال يشكو طلاب العلم في زمانه. قال :

"وقد رأيت خلقا من أهل هذا الزمان ينتسبون إلى الحديث، ويعدون أنفسهم من أهله المختصين بسماعه ونقله، وهم أبعد الناس مما يدعون، وأقلهم معرفة بما إليه ينتسبون،
يرى الواحد منهم إذا كتب عددا قليلا من الأجزاء، واشتغل بالسماع برهة يسيرة من الدهر أنه صاحب حديث على الإطلاق، ولما يجهد نفسه ويتعبها في طلابه، ولا لحقته مشقه الحفظ لصنوفه وأبوابه ...
وهم مع قلة كتبهم له وعدم معرفتهم به، أعظم الناس كبرا، وأشد الخلق تيها وعجبا، لا يراعون لشيخ حرمة، ولا يوجبون لطالب ذمة، يخرقون بالراوين، ويعنفون على المتعلمين، خلاف ما يقتضيه العلم الذي سمعوه، وضد الواجب مما يلزمهم أن يفعلوه ..."

الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/6)

من طلب الفضائل لم يساير إلا أهلها

قال ابن حزم رحمه الله تعالى:
من طلب الفضائل لم يساير إلا أهلها ، ولم يرافق في تلك الطريق إلا أكرم صديق من أهل المواساة و البر و الصدق وكرم العشيرة والصبر والوفاء والأمانة والحلم وصفاء الضمائر وصحة المودة.

مداوة النفوس لابن حزم (68)

التعرف إلى الله فى الرخاء والشدة


" قال تعالى : ( وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم ) إلى قوله : ( ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعاً ) .
دليل على أن الفزع إلى الله في الشدة دون الرخاء خلق من أخلاق الكافرين ، وأن المؤمن مندوب إلى مراعاة حق الله عليه ، والتعرف إليه في الرخاء ليجاب عند الشدة . "
تفسير نكت القرآن للإمام القصاب - المجلد الثاني-ص178 .

العادةُ و غَلَبَةُ الهوى / ابن الجوزي

"رأيت كثيراً من الناس يتحرزون من رَشاسِ نجاسةٍ أولا يتحاشَوْنَ من غِيبةٍ ويكثِرونَ من الصَّدَقَةِ ولا يُبَالونَ بمعاملاتِ الرَّبا، ويتهجَّدون بالليل ويؤخِّرون الفريضةَ عن الوقتِ في أشياءَ يطول عدَدُها من حِفظِ فروعٍ وتضييع أصولٍ؛ فبحثت عن سبب ذلك، فوجدته من شيئين:
أحدُهُما: العادةُ.
والثاني: غَلَبَةُ الهوى في تحصيل المطلوبِ؛ فإنه قد يَغْلِبُ فلا يَتْرُكُ سَمعاً ولا بَصراً. "

الإمام ابن الجوزى-صيد الخاطر-ص290

فائدة للمغتم في أمر

قال تعالى : ( وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط * وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير ).

من الفوائد أن المغتم بالشيء قد يتسلى بأن يكون له في مصيبته شريك ألا ترى أن الله كيف عزى رسول الله بمشاركة من مضى قبله من الأنبياء في تكذيب قومهم إياهم ، واحتمال مضضهم وأذاهم ، فدل على أن رسول الله وغيره من الأنبياء صلوات الله عليهم كانوا يغتمون من تكذيب قومهم إياهم . 
 
تفسير نكت القرآن للإمام القصاب - المجلد الثاني-ص331 .

فائدة نفيسة من الإمام أحمد في معيار ظهور الباطل



ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء (11/238) أن ابن أبي أسامة، قال :

حكي لنا أن أحمد قيل له أيام المحنة : يا أبا عبد الله !
أوَلا ترى الحق كيف ظهر عليه الباطل ؟
قال : كلا ، إن ظهور الباطل على الحق أن تنتقل القلوب من الهدى إلى الضلالة، وقلوبنا بعد لازمة للحق.
فيارب .. ثبتنا على الحق الذي ارتضيته لأوليائك حتى نلقاك .

بهذا صار مالك مالكًا

"قال مالك بن دينار -رحمه الله-:
لو أن مناديًا ينادي بباب المسجد: ليخرج شركم رجلاً، والله ما كان أحد يسبقني إلى الباب إلا رجلاً بفضل قوة أو سعي.!
قال: فلما بلغ ابن المبارك قوله ، قال: بهذا صار مالك مالكًا.
وقال الفضيل: من أحب الرئاسة لم يفلح أبدًا."

الإحياء (3/361)

العدل مع المخالفين



قال الله تعالى: (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى).المائدة 5


وقال أيضا : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ).النساء 135


قال ابن حزم - رحمه الله -: (وجدت أفضل نعم الله تعالى على المرء أن يطبعه على العدل وحبه، وعلى الحق وإيثاره).


الأخلاق والسير ص37.

من معاني اللطيف

قال ابن سعدي -رحمه الله-( ص876 ):

 في تفسير قوله تعالى:{وهو اللطيف الخبير} من معاني اللطيف:

 "أنه الذي يلطُف بعبده ووليِّه فيسوق إليه البرَّ والإحسان من حيث لا يشعر، ويعصمه من الشر من حيث لا يحتسب، ويرقيه إلى أعلى المراتب بأسباب لا تكون من العبد على بال".

الأصول معصومة / ابن تيميه

قال الإمام ابن تيميه رحمه الله:

 "فدين المسلمين مبني على إتباع كتاب الله وسنة رسوله وما اتفقت عليه الأمة، فهذه الثلاثة هي أصول معصومة، وما تنازعت فيه الأمة ردوه إلى الله والرسول، وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصا يدعو إلى طريقته ويوالي عليها ويعادي غير النبي صلى الله عليه وسلم وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الأمة يوالون على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون"

مجموع الفتاوى (20/164).

بين النصح العام والخاص



يقول الشيخ عبدالكريم الخضير -حفظه الله- :

كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع صوته في الخطب العامة حتى يحمر وجهه بخلاف إذا ما نصح شخصا بمفرده فإنه يعامله برفق ولين، والسبب أن خطاب المجموع يختلف عن خطاب الفرد المعين ، ففي الكلام مع الشخص المعين يكون اللين والرفق أدعى للقبول والشدة بضد ذلك ، أما في خطاب المجموع فلا يخشى من نفرة أحد من ذلك لأنه لا ينزل ذلك على نفسه."

الجمع بين الصلاة والزكاة



"كثيراً ما يجمع الله تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن ؛ لأن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود ، والزكاة والنفقة متضمنة للإحسان على عبيده ؛ فعنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبو وسعيه في نفع الخلق ، كما أن عنوان شقاوة العبد عدم هذين الأمرين منه فلا إخلاص ولا إحسان ." ص36ـ 37 .

تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ،
 للشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي

مِن بديع ما يقع في الحسد

"مِن بديع ما يقع في الحسد قول الحاسد إذا سمع إنساناً يُغْرِب في علم ما: 
هذا شيء بارد لم يُتَقَدَّم إليه، ولا قاله قبله أحد.
فإن سمع من يبين ما قد قاله غيره قال: هذا بارد وقد قيل قبله.
وهذه طائفة سوء قد نصبت أنفسها للقعود على طريق العلم، يصدون الناس عنها؛ ليكثر نظراؤهم من الجهال. ص77 - 78"

الإمام ابن حزم-رحمه الله-
 ( الأخلاق والسير في مداواة النفوس )

السمت الصالح



قال ابن عبد البر :

قال سفيان بن حسين : أتدري ما السمت الصالح ؟ ليس هو بحلق الشارب ولا تشمير الثوب ، وإنما هو لزوم طريق القوم ، إذا فعل ذلك ، قيل قد أصاب السمت ، وتدري ما الاقتصاد ؟ هو المشي الذي ليس فيه غلو ولا تقصير .

(التمهيد ج : 21 ص 68 ).

علاج العجب



"تذكر أن علمه وفهمه وجودة ذهنه وفصاحته وغير ذلك من النعم، فضل من الله عليه، وأمانة عنده ليرعاها حق رعايتها، وأن العجب بها كفران لنعمتها فيعرضها للزوال، لأن معطيه إياها قادر على سلبها منه في طرفة عين: (و ما ذلك على الله بعِزيز)، (فأمنوا مكر الله). ومن أدوية الرياء الفكر في أن الخلق كلهم لا يقدرون على نفعه وضرره، فلم يحبط عمله ويضر دينه ويشغل نفسه بمراعاة من لا يملك له في الحقيقة نفعاً ولا ضراً مع أن الله تعالى يطلعهم على نيته، وقبح سريرته. كما صح في الحديث، من سمع سمع الله به، ومن رأيا رأيا الله به."


آداب العلماء والمتعلمين

ما يجب أن يكون عليه الآمر بالمعروف

قال ابن تيمية متحدثا عمَّا يجب أن يكون عليه الآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر :
 ( فلا بدَّ من هذه الثلاثة :
1- العلم       و2- الرفق            و3- الصبر .
العلم قبل الأمر والنهي ،
 و الرفق معه ،
 و الصبر بعده ،
 و إن كان كلُّ من الثلاثة مستصحبا في هذه الأحوال).

 ( المجموع 28/137-الحسبة )

أعطي الجدل فحرم بركة العلم

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :
ما من إنسان في الغالب أعطي الجدل إلا حرم بركة العلم ؛ لأن غالب من أوتي الجدل يريد بذلك نصرة قوله فقط ، وبذلك يحرم بركة العلم ..
أما من أراد الحق ؛ فإن الحق سهل قريب ، لا يحتاج إلى مجادلات كبيرة ؛ لأنه واضح ..
ولذلك تجد أهل البدع الذين يخاصمون في بدعهم علومهم ناقصة البركة لا خير فيها ، وتجد أنهم يخاصمون ويجادلون وينتهون إلى لا شيء ! .. لا ينتهون إلى الحق .
( تفسير سورة البقرة / ج2 / ص 444 )

الرجولة كما يصفها إبن حزم رحمه الله



كتب الإمام ابن حزم الأندلسي في كتابه (مداواة النفوس) وصفاً عجيباً للرجولة والمروءة :

قال " لا يبذل نفسه إلا فيما هو أعلى منها وليس ذلك إلا في ذات الله في دعاء لحق أو حماية عرض أو في دفع هوان لم يوجبه عليك خالقك أو في نصر مظلوم، وباذل نفسه في عرض الدنيا كبائع الياقوت بالحصى، فلا مروءة لمن لا دين له، والرجل العاقل لا يرى لنفسه ثمناً إلا الجنة، وهو لا يغتبط بصفة يفوقه فيها سبع أو بهيمة أو جماد وإنما يغتبط بتقدمه في الفضيلة التي أبانه الله _تعالى_ بها عن هؤلاء، وهي التمييز الذي يشارك فيه الملائكة ".

أوقـات الاجابة


 اذا جمع مع الدّعاء حضور القلب وجَمعيَته بكلِّيَتِه على المطلوب ، وصادف وقتاً من أوقات الاجابة الستة :
✿ الثلـث الأخيـر من اللّيل
✿ عند الأذان
✿بين الأذان والاقامـة
✿أدبار الصّلـوات المكتوبات
✿عند صعود الامام يوم الجمعة على المنبرحتى تقضى الصلاة من ذلك اليوم
✿وآخـر ساعة بعــد العسر من يوم الجمعــة وصـادف خشوعــاً في القلب ، وانكساراً بين يدي الرّب ، وذلاً له وتضرعا ورقّة ، واستقبل الداعي القبلة ، وكان على طهارة ، ورفع يديه الى الله تعالى ، وبدأ بحمد الله والثناء عليه ، ثم ثنّى بالصلاة على محمد عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم - ، ثم قدم بين يدي حاجته التوبة و الاستغفار ، ثم دخل على الله ةالّح عليه في المسألة ، وتملّقه ودعاه رغبة ورهبة ، وتوسل اليه بأسمائه وصفاته وتوحيده ، وقَدّم بين يدي دعائه صدقةً ، فان هذا الدعاء لا يكاد يردّ أبداً ، ولاسيما ان صادف الأدعية التي أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم - أنّها مظنّة الاجابة ، أو أنّها متظمنة للاسم الأعظم.

-------------------
المصدر : من كتاب "الداء والدواء" لابن القيّم.

كلُّ فتاة بأبيها معجبة



المثل: «كلُّ فَتَاةٍ بأبِيْهَا مُعْجَبَةٌ»


يُضرب: في عُجْب الرجل برهطه وعشيرته.


قصَّتُه: وأوَّل من قال ذلك العَجْفَاءُ بنتُ عَلْقَمةَ السعدي، وذلك أنها وثَلاثَ نسوةٍ من قومها خَرَجْنَ فاتَّعَدْنَ بروضةٍ يتحدَّثْن فيها، فوافَيْنَ بها ليلاً في قمرٍ زاهرٍ، وليلةٍ طَلْقَةٍ ساكنةٍ، وروضةٍ مُعْشِبةٍ خصْبةٍ، فلمَّا جلسْن قُلن: «ما رأينا كالليلة ليلةً، ولا كهذه الروضةِ روضةً،
أطيبَ ريحًا ولا أنْضَرَ، ثمَّ أفَضْنَ في الحديثِ فقُلن: «أيُّ النساء أفضلُ؟»، قالت إحداهنَّ: «الخَرُود الوَدُود الوَلُود»، قالت الأخرى: «خَيْرُهن ذات الغناء وطيبِ الثناء وشدَّة الحياء»، قالت الثالثة: «خيرُهن السَّمُوعُ الجَمُوعُ النَّفُوعُ غيرُ المنوع»، قالت الرابعة: «خيرُهن الجامعةُ لأهلها، الوادعةُ الرافعةُ، لا الواضعةُ»، قُلن: «فأيُّ الرجالِ أفضلُ؟»، قالت إحداهنَّ: «خيرُهم الحَظِيُّ الرضِيُّ غيرُ الحظَّالِ (الحظَّال: المقتِّر المحاسب لأهله على ما ينفعه عليهم)، ولا التبَّال»، قالت الثانيةُ: «خيرُهم السيِّدُ الكريمُ، ذو الحسَبِ العميم، والمجد القديم»، قالت الثالثة: «خيرُهم السخِيُّ الوفيُّ الذي لا يُغِيرُ الحرَّةُ، ولا يتَّخذ الضرَّةَ»، قالت الرابعة: «وأبيكنَّ إنَّ في أبي لنَعْتَكُنَّ: كرمَ الأخلاقِ، والصدقَ عند التلاقِ، والفَلَجَ عند السباق، ويحمده أهل الرفاق، قالت العَجْفَاءُ عند ذلك: «كلُّ فتاةٍ بأبيها مُعْجَبةٌ».

وفي بعض الروايات أنَّ إحداهنَّ قالت: «إنَّ أبي يُكْرِمُ الجارَ، ويُعْظِم النارَ، ويَنْحَر العِشَارَ بعد الحُوارِ، ويحلُّ الأمورَ الكبارَ»، فقالت الثانيةُ: «إنَّ أبي عظيمُ الخَطرِ، منيعُ الوَزَرِ، عزيزُ النفَرِ، يُحْمَدُ منه الوِرْدُ والصَّدَر»، فقالت الثالثة: «إنَّ أبي صدوقُ اللسان، كثيرُ الأعوان، يُرَوِّي السِّنَانَ عند الطِّعان، قالت الرابعة: «إنَّ أبي كريمُ النِّزَال، منيفُ المقال، كثيرُ النوال، قليلُ السؤال، كريمُ الفعال»، ثمَّ تنافَرْنَ إلى كاهنةٍ معهنَّ في الحيِّ فقُلن لها: «اسمعي ما قلنا، واحكمي بيننا، واعدلي»، ثمَّ أَعَدْنَ عليها قولَهن، فقالت لهنَّ: «كلُّ واحدةٍ منكنَّ ماردةٌ، على الإحسان جاهدةٌ، لصواحباتِها حاسدةٌ، ولكنِ اسْمَعنَ قولي: خيرُ النساء المبقيةُ على بعلها، الصابرةُ على الضرَّاء مخافةَ أن ترجع إلى أهلها مطلَّقةً، فهي تُؤْثِر حظَّ زوجِها على حظِّ نفسِها، فتلك الكريمةُ الكاملةُ، وخيرُ الرجال الجَوادُ البَطَلُ، القليلُ الفشلِ، إذا سأله الرجلُ ألفاه قليلَ العِلَلِ، كثير النَّفَلِ»، ثمَّ قَالتْ: «كلُّ واحدةٍ منكنَّ بأبيها مُعْجَبةٌ».

[«مجمع الأمثال» للميداني (2/ 38)]

فصلاحُ النَّفسِ وصلاحُ الفَرْدِ

قال ابن باديس رحمه الله:

«فصلاحُ النَّفسِ هو صلاحُ الفَرْدِ، وصلاحُ الفردِ هو صلاحُ المجْمُوعِ، والعنايةُ الشَّرعيَّةُ مُتَوَجِّهَةٌ كُلُّها إلى إصلاحِ النُّفوسِ؛ إِمَّا مباشرةً وإمَّا بواسطةٍ، فما مِنْ شيءٍ مِمَّا شَرَعَهُ اللهُ تعالى لعبادِه منَ الحقِّ والخيرِ والعدلِ والإحسانِ، إلاَّ وهو راجعٌ عليها بالصَّلاح، وما من شيءٍ نهى اللهُ تعالى عنه من الباطلِ والشَّرِّ والظُّلمِ والسُّوءِ، إلاَّ وهو عائدٌ عليها بالفساد؛ فتكميل النَّفْسِ الإنسانيَّةِ هو أعظمُ المقصودِ من إنزالِ الكتبِ وإرسالِ الرُّسلِ، وشرع الشَّرَائِعِ».


«ابن باديس: حياته وآثاره» (1/233).

شفقة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم على أمَّته



عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو يذبّهن عنها وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون"[رواه مسلم في الفضائل2285]


ووجه الشبه هنا أن الجنادب والفراش تنساق إلى النار فرحة بضوئها، ولكنها تجهل عاقبة فعلها هذا، ولا تتعظ بمن هلك قبلها عندما اقتحمت النار، وكذلك
الكفار والعصاة تغرهم الحياة الدنيا وزينتها فينساقون وراء شهواتهم، ويعرضون عن الاعتصام بالكتاب والسنة، وهم يرون نهاية كل حي في هذه الحياة، والرسول صلى الله عليه وسلم يبصّرهم بالعاقبة ويحذّرهم من الوقوع في نار جهنّم ويبذل الجهد في الإمساك بهم لإبعادهم عن خطر محقّق، ويأخذ بحجزهم(وهو معقد الإزار) كناية عن شدة إشفاقه عليهم ولكنهم يتفلّتون منه جهلا وغرورا واستكبارا.

ويتبين بهذا المثل النبوي عاقبة من أعرض عن طاعة الله ورسوله، فمصيره إلى الهلاك المحقق، وأما من استجاب لله ورسوله واعتصم بشرع الله فقد حاز السلامة والنجاة.


["منهج الإسلام في تزكية النفس" لأنَس كرزون: 1/144]وانظر شرح النووي لمسلم]

ما بقي لي مِن نعيمِ الدنيا

قال سفيان الثوريُّ: «ما بقي لي مِن نعيمِ الدنيا إلاَّ ثلاثٌ: أخٌ ثقةٌ في اللهِ أكتسب في صحبتِه خيرًا، إن رآني زائغًا قوَّمني، أو مستقيمًا رغَّبني، ورزقٌ واسعٌ حلالٌ ليست لله عليَّ فيه تَبِعةٌ ولا لمخلوقٍ عليَّ فيه منَّةٌ، وصلاةٌ في جماعةٍ أُكْفى سهوَها وأُرْزَق أجرها».

[«مفتاح سحر البيان» لعليِّ بن عائد (113)]

رضى الناس غاية لا تُدْرَك

قال الشّافعيُّ رحمه الله تعالى: «رضى الناس غاية لا تُدْرَك- ورضى الله غاية لا تُترك-، فعليك بالأمر الذي يُصلحك فالْزمْه، ودعْ ما سواه، فلا تُعَانِه، فإرضاء الخلق لا مقدورٌ ولا مأمورٌ، وإرضاء الخالق مقدورٌ ومأمورٌ».

[«شرح العقيدة الطحاوية» (2/349)

عَلَى أََهْلِهاَ تَجْنىِ بَرَاقِشُ



المثل : عَلَى أََهْلِهاَ تَجْنىِ بَرَاقِشُ

يضرب : لمن يعمل عملا يرجع ضرره إليه.

قصته : كانت بَرَاقشُ كلبةً لقومٍ من العرب، فأغير عليهم، فهَرَبُوا ومعهم بَرَاقش، فاتَّبع القومُ آثارَهُم بنُبَاح بَرَاقش، فهجموا عليهم فاصطلموهم، قَال حمزة بن بيض:

لم تكن عن جناية لَحِقَتْنِي لا يَساري ولا يَمينِي رَمَتْنِي

بل جَنَاها أخٌ عليَّ كريمٌ وعلى أهلها بَرَاقِشُ تَجْـنِي

وروى يونس بن حبيب عن أبي عمرو بن العلاء قَال: إن براقش امرَأة كانت لبعض الملوك، فسافر الملك واستخلفها، وكان لهم موضع إذا فَزِعوا دخَّنُوا فيه، فإذا أبصره الجند اجتمعوا، وإن جواريها عبثن ليلة فَدخَّنَّ فجاء الجند، فلما اجتمعوا قَال لها نصحاؤها: إنك إن رَدّدْتهم ولم تستعمليهم في شَيء ودخّنتهم مرة أخرى لم يأتِكِ منهم أحد، فأمرتهم فبنوا بناء دون دارها، فلما جاء الملك، سَألَ عنْ البِناءَ فأخبروه بالقصة، فَقَال: على أهْلهِا تَجنِي بَرَاقش، فصارت مَثَلاً.

[«مجمع الأمثال» للميداني: (1/ 686)]

معنى براعة الاستهلال



إنّ كثيرا من الكتاب لا يحسن وضع مقدمة مناسبة لما هو بصدد الكتابة عنه، وهو ما يعرف عند علماء المعاني ببراعة الاستهلال، وخطبة الكتاب إذا كانت مناسبة لموضوع الكتاب فإن ذلك يهيء الناظر فيه معرفة ما فيه، ويصور له بعبارة موجزة زبدة الموضوع أو الرسالة، وتكمن براعة الكاتب في القدرة على الدخول في موضوع الرسالة أو البحث دون أن يشعر القارئ بذلك، ولعل خطبة الإمام أحمد في كتابه «الرد على الزنا
دقة والجهمية» فيها بيان لبراعة الاستهلال وحسن البيان، وكان حقها أن تكتب بماء الذهب.

قال رحمه الله تعالى: ( الحمد لله الذي جعل في كلّ زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم! ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عقال الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، متفقون على مخالفة الكتاب، يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن المضلين..)

[«صيد الكتب» لفؤاد الشلهوب: (3)]

السبت، 9 يونيو 2012

حكمة في قوله تعالى (فأخرجنا من كان فيها من المؤمـنين )

قال تعالى في سورة الذاريات عن لوط عليه السلام ومن معه:

(فأخرجنا من كان فيها من المؤمـنين
فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين)

ففرق سبحانه بين الإسلام والإيمان هنا؛ لسر اقتضاه الكلام.
فإن الإخراج هنا عبارة عن النجاة فهو إخراج نجاة من العذاب، ولا ريب أن هذا مختص بالمؤمنين المتبعين للرسل ظاهرا وباطنا.

وقوله تعالى: (فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) لما كان الموجودون
من المخرجين أوقع اسم الإسلام عليهم؛ لأن امرأة لوط كانت من أهل هذا البيت
وهي مسلمة في الظاهر فكانت في البيت الموجودين لا في القوم الناجين.


.....................
ابن القيم - الرسالة التبوكية .

الصوفـيـة يعبدون الرسول

الصـوفـيــة يعبدون الرسول صلى الله عليه وسلم !!



سعادة العبد في الدارين معلقة بهدي النبي

وإذا كانت سعادة العبد في الدارين معلقة بهدي النبي صلى الله
عليه وسلم فيـجب على كل من نصح نفسه ،وأحب نجـاتها وسعادتها، أن يعرف من هديه وسيرته وشأنه ما يخـرج به عن
الجاهلين به،ويدخل في عــداد أتباعه وشيعته وحزبه ،والناس
في هذا بين مستقل ومستكثر ومحـروم والفضل بيد الله يؤتيـه من يشـاء والله ذو الفضل العـظيم .


..........................
ابن القيم ـ زاد المعاد .

سئل ابن تيمية رحمه الله عن النصـيرية فقال

سئل ابن تيمية رحمه الله عن النصـيرية فقال :



هَؤُلَاءِ " الدُّرْزِيَّةُ " و " الْنُصَيْرِيَّة " كُفَّارٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ لَا يَحِلُّ أَكْلُ ذَبَائِحِهِمْ وَلَا نِكَاحُ نِسَائِهِمْ ؛بَلْ وَلَا يُقِرُّونَ بِالْجِزْيَةِ ؛ فَإِنَّهُمْ مُرْتَدُّونَ عَنْ دِينِ الْإِسْلَامِ لَيْسُوا مُسْلِمِينَ ؛ وَلَا يَهُودَ وَلَا نَصَارَى لَا يُقِرُّونَ بِوُجُوبِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَلَا وُجُوب ِ صَوْمِ رَمَضَانَ وَلَا وُجُوبِ الْحَجِّ ؛ وَلَا تَحْرِيمِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ الْمَيْتَةِ وَالْخَمْرِ وَغَيْرِهِمَا . وَإِنْ أَظْهَرُوا الشَّهَادَتَيْنِ مَعَ هَذِهِ الْعَقَائِدِ فَهُمْ كُفَّارٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ . فَأَمَّا " الْنُصَيْرِيَّة " فَهُمْ أَتْبَاعُ أَبِي شُعَيْبٍ مُحَمَّدِ بْنِ نَصِيرٍ وَكَانَ مِنْ الْغُلَاةِ

الَّذِينَ يَقُولُونَ : إنَّ عَلِيًّا إلَهٌ وَهُمْ يَنْشُدُونَ :


أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا * * * حيدرة الْأَنْزَعُ الْبَــــطِينُ

وَلَا حِجَابَ عَلَيْهِ إلَّا * * * مُحَمَّدٌ الصَّادِقُ الْأَمِـينُ

وَلَا طَرِيقَ إلَيْهِ إلَّا * * * سَلْمَانُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ


وَأَمَّا " الدُّرْزِيَّةُ " فَأَتْبَاعُ هشتكين الدُّرْزِيُّ ؛ وَكَانَ مِنْ مَوَالِي الْحَاكِمِ أَرْسَلَهُ إلَى أَهْلِ وَادِي تَيْمِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ فَدَعَاهُمْ إلَى إلَهِيَّةِ الْحَاكِمِ وَيُسَمُّونَهُ " الْبَارِي الْعَلَّامُ " وَيَحْلِفُونَ بِهِ وَهُمْ مِنْ الْإِسْمَاعِيلِيَّة الْقَائِلِينَ بِأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إسْمَاعِيلَ نَسَخَ شَرِيعَةَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُمْ أَعْظَمُ كُفْرًا مِنْ الْغَالِيَةِ يَقُولُونَ بِقِدَمِ الْعَالَمِ وَإِنْكَارِ الْمَعَادِ وَإِنْكَارِ وَاجِبَاتِ الْإِسْلَامِ وَمُحَرَّمَاتِهِ وَهُمْ مِنْ الْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ الَّذِينَ هُمْ أَكْفَرُ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَمُشْرِكِي الْعَرَبِ وَغَايَتُهُمْ أَنْ يَكُونُوا "فَلَاسِفَةً " عَلَى مَذْهَبِ أَرِسْطُو وَأَمْثَالِهِ أَوْ " مَجُوسًا " . وَقَوْلُهُمْ مُرَكَّبٌ مِنْ قَوْلِ الْفَلَاسِفَةِ وَالْمَجُوسِ وَيُظْهِرُونَ التَّشَيُّعَ نِفَاقًا . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .





...............

مجموع الفتاوى - (35 / 161)

خَاطِـرَة الجدال في الفيس بوك

خَاطِــــــــــــرَة [ الجدال في الفيس بوك ] :

مما لاحظته في الفيس بوك , أن أكبر سمة فيه مما طغى عليه , هو الجدال العقيم دون

 الحوار البنّاء  السليم , وغالبا ما تصاحب هذه النقاشات تنابز و تقاذف بالألقاب , وفـــحش 

وسباب وتسفيه وشحناء ثم مكر و بغضاء , والنتيجة فرقة واختلاف عوض المحبة والائتلاف  

وهذه الكلمات ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين وقد قال سيد الثقلين : [ أنا زعيم بيت في

 ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان مـــــــــــــــحقا ]  "السلسلة الصـــــحيحة" 1 / 491




المِراءُ: الجدال

............................
بدائع الفوائـــــــــــــد .


مما لاحظته في الفيس بوك , أن أكبر سمة فيه مما طغى عليه , هو الجدال العقيم لا
الحوار البنّاء السليم , وغالبا ما تصاحب هذه النقاشات تنابز و تقاذف
بالألقاب , وفـــحش

وسباب وتسفيه وشحناء ثم مكر و بغضاء , والنتيجة فرقة واختلاف عوض المحبة والائتلاف


وهذه الكلمات ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين وقد قال سيد الثقلين : [ أنا زعيم بيت في


ربض الجنة لمن ترك المراء و إن كان مـحقا 
 "السلسلة الصحيحة" 1 / 491





المِراءُ: الجدال

حديث اليوم

 
© 2009/ 11/25 *هذاالقالب من تصميمى * ورود الحق