«رمضان جبّار الشهور، في الدهور، مرهوب الصولة والدولة، لا يقبل التساهل
ولا التجاهل، ومن غرائب شؤونه أن معظم صائميه من الأغفال، وأن معظم جنده من
الأطفال، يستعجلون صومه وهم صغار، ويستقصرون أيامه وهي طوال، فإذا انتهك
حرمته منتهك بثّوا حوله الأرصاد، وكانوا له بالمرصاد، ورشقوه ونضحوه، و
(بَهْدلوه) وفضحوه، لا ينجو منهم مختفٍ في خان، ولا مختبئ في حان،
ولا ماكر يغِشّ، ولا آو إلى عشّ، ولا متستّر بحُشّ ،ولا من يغيّر الشكل،
لأجل الأكل، ولا من يتنكّر بحجاب الوجه، ولا بسفور الرأس، ولا برطانة
اللسان، كأنما لكل شيء في خياشيمهم رائحة، حتى الهيئات والكلمات، وهم قوم
جريحهم جُبار الجرح، وقتيلهم هدر الدم.
سبحان من ضيّق إحصارَه … وصيّر الأطفال أنصارَه
وحرّك الريحيْن بُشرى به … رُخاءَه الهيْنَ وإعصاره »
[آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي (3/477)]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق