skip to main |
skip to sidebar
الفائدة : 16 : العلة في غسل اليدين عند الاستيقاظ
فإن قيل: ما الحكمة في النَّهي
عن غمس اليد قبل غسلها ثلاثاً لمن قام من النَّوم؟
أُجيب: أنَّ الحكمة بيَّنها النبيُّ
صلّى الله عليه وسلّم بقوله: «فإِنَّ أحدكم لا يدري أين باتت يدهُ».
فإن قال قائل: وضعت يدي في جِراب، فأعرفُ
أنها لم تمسَّ شيئاً نجساً من بدني، ثم إِنني نمت على استنجاء شرعي، ولو فُرض أنَّها
مسَّت الذَّكر أو الدُّبر فإِنَّها لا تنجُس؟
فالجواب: أن الفقهاء رحمهم الله قالوا:
إِن العلَّة غير معلومة فالعمل بذلك من باب التَّعبُّد المحض.
لكن ظاهر الحديث أن المسألة معلَّلةٌ
بقوله: «فإِن أحدكم لا يدري أين باتت يدهُ».
وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن هذا
التَّعليل كتعليله صلّى الله عليه وسلّم بقوله: «إذا استيقظ أحدكم من منامه؛ فليستنثر
ثلاث مرَّات؛ فإِن الشيطان يبيت على خياشيمه» .
فيمكن أن تكون هذه اليد عبث بها
الشيطان، وحمل إليها أشياء مضرَّة للإنسان، أو مفسدة للماء فنهى النبيُّ صلّى الله
عليه وسلّم أن يغمس يده حتى يغسلها ثلاثاً
.
وما ذكره الشيخ رحمه الله وَجيهٌ، وإِلا
فلو رجعنا إلى الأمر الحسِّي لكان الإِنسان يعلم أين باتت يده، لكن السُّنَّة يفسِّر
بعضُها بعضاً. ص 54
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق