إشكال في الفاعل
كثيرا ما يرد علينا إشكال في الفاعل الذي هو الإسمُ المرفوعُ المذكورُ قبلَهُ فعلُهُ فتارة يخالف الفاعل هذا التعريف كمثل [ مات زيد ] فزيد لم يقم بفعل الموت فلماذا يعرب فاعلا ؟
أجاب عن هذه الجزئية الشيخ العلامة عباس حسن فقال :
" (تحرك الشجر) كلمة الشجر تعرب فاعلا نحويا لكن هذا الإعراب لا يوافق المعنى اللغوى الواقعى لكلمة (فاعل) وهو من أوجد الفعل حقيقة وباشر بنفسه إبرازه فى الوجود ؛لأن الشجر لم يفعل شيئا إذ لا دخل له فى إيجاد هذا التحرك ولا فى خلقه وجعله حقيقة واقعة بعد أن لم تكن، فليس للشجر عمل إيجابى مطلقا فى إحداث التحرك وكل علاقته به أنه استجاب له وتفاعل معه فقامت الحركة به وخالطته ولابسته من غير أن يكون له اختيار أو دخل فى إيجادها كما سبق. فأين الفاعل الحقيقى الذى أوجد التحرك من العدم وكان السبب الحقيقى فى إبرازه للوجود؟
ليس فى الجملة ما يدل عليه أو على شىء ينوب عنه، فإذا قلنا حرك الهواء الشجر، تغير الأمر فظهر الفاعل الحقيقى المنشىء للتحرك، وبان الموجد له الذى أوقع أثره على المفعول به"
ثم قال
"ومما سبق يتبين...........أن الفاعل النحوى-على الوجه السالف- ليس هو الفاعل الحقيقى، وإنما هو المتأثر بالفعل"اهـ
ومعنى ذلك أننا يجب أن نفرق بين الفاعل على الحقيقة والفاعل من جهة الصناعة النحوية، فالأخير هو محل تأثير العامل، حتى ولو لم يكن هو الفاعل على الحقيقة، وربما من المستحسن أن نذكر هنا بباب معروف فى البلاغة العربية وهو المجاز العقلى.
.................................................. ....................
من كتاب النحو الوافى للعلامة عباس حسن(ج2: 64)
أجاب عن هذه الجزئية الشيخ العلامة عباس حسن فقال :
" (تحرك الشجر) كلمة الشجر تعرب فاعلا نحويا لكن هذا الإعراب لا يوافق المعنى اللغوى الواقعى لكلمة (فاعل) وهو من أوجد الفعل حقيقة وباشر بنفسه إبرازه فى الوجود ؛لأن الشجر لم يفعل شيئا إذ لا دخل له فى إيجاد هذا التحرك ولا فى خلقه وجعله حقيقة واقعة بعد أن لم تكن، فليس للشجر عمل إيجابى مطلقا فى إحداث التحرك وكل علاقته به أنه استجاب له وتفاعل معه فقامت الحركة به وخالطته ولابسته من غير أن يكون له اختيار أو دخل فى إيجادها كما سبق. فأين الفاعل الحقيقى الذى أوجد التحرك من العدم وكان السبب الحقيقى فى إبرازه للوجود؟
ليس فى الجملة ما يدل عليه أو على شىء ينوب عنه، فإذا قلنا حرك الهواء الشجر، تغير الأمر فظهر الفاعل الحقيقى المنشىء للتحرك، وبان الموجد له الذى أوقع أثره على المفعول به"
ثم قال
"ومما سبق يتبين...........أن الفاعل النحوى-على الوجه السالف- ليس هو الفاعل الحقيقى، وإنما هو المتأثر بالفعل"اهـ
ومعنى ذلك أننا يجب أن نفرق بين الفاعل على الحقيقة والفاعل من جهة الصناعة النحوية، فالأخير هو محل تأثير العامل، حتى ولو لم يكن هو الفاعل على الحقيقة، وربما من المستحسن أن نذكر هنا بباب معروف فى البلاغة العربية وهو المجاز العقلى.
.................................................. ....................
من كتاب النحو الوافى للعلامة عباس حسن(ج2: 64)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق