الخميس، 16 فبراير 2012

(من) للعاقـــــل أم (من) للعالــــم

 
 

( مَنْ ) : اسم موصول مبني على السكون , وممّا اشتهر في كتب النحو والأصول قولهم أنها للعاقل .
لكن رأى بعض العلماء أن الصواب أن يقال أنها للعالم

قال الأسنوي الشافعي في( الكوكب الدري فيما يتخرج على الأصول النحوية من القواعد الفقهية – 1/12):
واعلم أن ما وقع في هذا الفصل جميعه من التعبير بالعقل هو التعبير المعروف عند النحاة والصواب كما قاله ابن عصفور في شرح المقرب وفي تصنيفه المسمى بأمثلة المقرب إنما هو التعبير بأولي العلم لأن من يطلق على الله تعالى كقوله أفمن يخلق وقوله ومن عنده علم الكتاب والبارىءسبجانه وتعالى يوصف بالعلم ولا يوصف بالعقل .

وذكر ابن هشام الأنصاري في أوضح المسالك (1/147) : أن لـ(من) معاني , منها أنها تأتي للعالم ومنه قوله تعالى ( ومن عنده علم الكتاب ) .

وذكر الأشموني في شرحه للألفية (1/72) أن الأصل استعمال (من) للعالم , وحكى قولَ بعضهم أنها لذوات من يعقل , ورده الصبّان في حاشيته على الأشموني بقوله (وكان الأولى يعلم بدل يعقل )

وكذا ذكر السيوطي في همع الهوامع (1/227 ) أن (من) للعالم وشبهه .

قال الشيخ صالح آل الشيخ عند قول الجويني في الورقات ( ومن فيمن يعقل) :
(مَنْ) هذه قال هنا لمن يعقل، وهنا اعتراض عليه؛ لأن الله جل وعلا قال في كتابه ﴿قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ﴾[الأنعام:12] قال (لِمَنْ) ثم قال (لله) الله جل وعلا يدخل في كلمة (مَنْ) أليس كذلك؟ ولذلك نقول لا يجوز أن يقال (من لمن يعقل)؛ لأن الله جل وعلا لا يوصف بالعقل؛ لأن هذا لم يرد لا في الكتاب ولا في السنة، بل لم يدعِ أحد أن الله جل وعلا يوصف بالعقل، هذا المدققون من علماء النحو يقولون: من لمن يعلم. أما يعقل، فلا.

وقال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه لكتاب التوحيد – باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره :
والأصح : أن يقال : لفظ (من) الأصل فيها لغة : أنها تطلق على من يعلم ، لورود بعض الآيات في القرآن أطلق فيها هذا اللفظ في حق الله - عز وجل - هذا الأحسن من حيث استعمال هذا اللفظ ، وإن كان الذي جرى عليه القول عند علماء النحو : استعمال (من) للعاقل ، و (ما) لغير العاقل . فتلخص مما سبق : أن الأصح في استعمال (من) أنها : لمن يعلم .

وقال الشيخ عبدالله الفوزان في شرحه للقطر (حاشية ص 85) :
اختار بعض النحاة أن يقال : (من) للعالم، بدل العاقل. لأن الله تعالى وصف نفسه بالعلم. وهي قد تستعمل في الدلالة عليه سبحانه في مثل (سبحان من يسبح الرعد بحمده)[انظر : الأدب المفرد للبخاري مع شرحه : فضل الله الصمد (2/185)] .

ذكر الشيخ إسماعيل الأنصاري - رحمه الله - في حاشيته على شرح الواسطية للهراس , أن الأولى أن يقال للعالم بدلا من العاقل .

- منقول بتصرف -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حديث اليوم

 
© 2009/ 11/25 *هذاالقالب من تصميمى * ورود الحق