قصيدة الشاعر إبراهيم طوقان في ذم التدريس، وقد أكمل عليها بعض الإخوة
قال:
شوقي يقول وما درى بمـصيبتي *** "قم للمعلم وفّــه التـبجيلا"
أقعد,فديتك هل يكون مـبجلاً * * * من كان للنشء الصغار خليلا!!
ويكاد يفلقني الأمير بـــقوله * * * "كاد المعلم أن يكون رسولا"!!
لو جرّب التعليم شوقي سـاعة * * * لقضى الحياة شقاوة وخـمولا..
حسب المعلم غمّة وكـــآبة * * * مرأى الدفاتر بكرة وأصــيلا..
مئة على مئة إذا هي صـلّحت * * * وجد العمى نحو العيون سـبيلا..
لو أن في التصليح نفعاً يـرتجى* * * وأبيك,لم أكُ بالعيون بخـــيلا..
لكن أصلّح غلطة نـــحويةً * * * مثلاً وأتخذ "الكتاب" دلــيلا
مستشهداً بالغر من آيـــاته* * * أو "بالحديث" مفصلا تفـصيلا..
وأغوص في الشعر القديم فأنتقي* * * ما ليس ملتبساً ولا مــبذولا..
وأكا أبعث "سيبويه" من البلى* * * وذويه من أهل القـرون الأولى
فأرى"حماراً" بعد ذلك كــله * * * رفع المضاف إليه والمـفعولا..
لا تعجبوا إن صحت يوماً صيحة..* * * ووقعت ما بين البنوك قتيلا..
يا من يريد الإنتحار وجــدته * * * إن المعلم لا يعيش طــويلا..
قال:
شوقي يقول وما درى بمـصيبتي *** "قم للمعلم وفّــه التـبجيلا"
أقعد,فديتك هل يكون مـبجلاً * * * من كان للنشء الصغار خليلا!!
ويكاد يفلقني الأمير بـــقوله * * * "كاد المعلم أن يكون رسولا"!!
لو جرّب التعليم شوقي سـاعة * * * لقضى الحياة شقاوة وخـمولا..
حسب المعلم غمّة وكـــآبة * * * مرأى الدفاتر بكرة وأصــيلا..
مئة على مئة إذا هي صـلّحت * * * وجد العمى نحو العيون سـبيلا..
لو أن في التصليح نفعاً يـرتجى* * * وأبيك,لم أكُ بالعيون بخـــيلا..
لكن أصلّح غلطة نـــحويةً * * * مثلاً وأتخذ "الكتاب" دلــيلا
مستشهداً بالغر من آيـــاته* * * أو "بالحديث" مفصلا تفـصيلا..
وأغوص في الشعر القديم فأنتقي* * * ما ليس ملتبساً ولا مــبذولا..
وأكا أبعث "سيبويه" من البلى* * * وذويه من أهل القـرون الأولى
فأرى"حماراً" بعد ذلك كــله * * * رفع المضاف إليه والمـفعولا..
لا تعجبوا إن صحت يوماً صيحة..* * * ووقعت ما بين البنوك قتيلا..
يا من يريد الإنتحار وجــدته * * * إن المعلم لا يعيش طــويلا..
وأكمل غيره:
وأكون منشغلاً بشرحي غارقاً * * * بالدرس لا أبغي سواه بـديلا..
مستخدماً طرق الحوار وتارة * * * أجد السؤال يفيد والتــعليلا..
فأسائل الطلاب عن مضمونه * * * وأقول قد يشفي الجواب غليلا..
وإذا بطفل يستطيل بصوته..* * * "يرِد الفرات زئيره والـــنيلا"
أستاذ أستاذي ويرفع إصبعاً * * * ويقيم أخرى ترفض الــتنزيلا..
وأكاد أقفز من مكاني فرحة * * * هيا بنيّ أجب أراك نـــبيلا
فيقول يا أستاذ إني محصر * * * هب لي إلى الحمام منك ســبيلا..
وأكاد أصعق منه إلا أنني..* * * أجد التصبر نافعاً وجـــميلا..
وإذا بآخر في الجواب يغيضني* * * يشكو زميلاً مؤذياً وكـسولا..
أو يمتطي جنح الخيال محلقاً* * * فيفوق" هوميروس"أو"فـيرجيلا"
أو قد يقول مباهياً ومفاخراً * * * إني رأيتك تحمل الـــزنبيلا..
أو قد رأيتك قائماً أو قاعداً * * * أو في الحديقة جالساً مـفتولا..
حتى كأني قد فعلت جريمة * * * أو قد قتلت من الأنام قــتيلا
وأقول في الفسحات ألقى راحتي* * * وأزيل هماً جاثماً وثــقيلاً
بكؤوس شاي أو برشفة قهوة* * * أو بالهواء مطيباً وعـــليلا..
وإذا بناظرنا يهرول مسرعاً* * * أستاذ صرت مناوباً مشـــغولا
اخرج مع الطلاب طابوراً ولا* * * تدع النظام ولا تندَّ قــليلا..
واجعل نشاطك في الصحافة والإذا* * * عــة والريادة بيناً مقبولا..
وإذا كتبت محضراً في دفتري* * * أهداف تعليمي وجئت عــجولا..
ووضعت فيه مواهبي ومذاهبي* * * ومعارفي منذ القــرون الأولى..
جاء الوكيل وقال عدّل يا فتى* * * اشطب وسجّل غيره مقــبولا..
هدف يقاس وآخرٌ لا ينبني* * * فيه القياس وذا يعمّ قـــــبيلا..
حصّص ومثّل للنشاطات التي * * * أعطيتها واجعل لديك دليـــلا..
قد صار في التحضير عندي عقدة* * * فأراه في الحلم الطويل طـويلا..
أهذي به وقت الطعام وتارة * * * أهذي به إذْ مــا رأيت خـليلا..
لا تعجبوا إن صحت يوماً صيحة * * * ووقعت ما بين الفصول قتيلا..
"يا من يريد الإنتحار وجدته * * * إن المعلم لا يعيش طــــويلاً"..
القصيدة من كتاب "قصائد ضاحكة" للدكتور ناصر الزهراني..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق