الثلاثاء، 20 مارس 2012

قصيدة طريفة في ذم التدريس

قصيدة الشاعر إبراهيم طوقان في ذم التدريس، وقد أكمل عليها بعض الإخوة

قال:

شوقي يقول وما درى بمـصيبتي *** "قم للمعلم وفّــه التـبجيلا"

أقعد,فديتك هل يكون مـبجلاً * * * من كان للنشء الصغار خليلا!!

ويكاد يفلقني الأمير بـــقوله * * * "كاد المعلم أن يكون رسولا"!!

لو جرّب التعليم شوقي سـاعة * * * لقضى الحياة شقاوة وخـمولا..

حسب المعلم غمّة وكـــآبة * * * مرأى الدفاتر بكرة وأصــيلا..

مئة على مئة إذا هي صـلّحت * * * وجد العمى نحو العيون سـبيلا..

لو أن في التصليح نفعاً يـرتجى* * * وأبيك,لم أكُ بالعيون بخـــيلا..

لكن أصلّح غلطة نـــحويةً * * * مثلاً وأتخذ "الكتاب" دلــيلا

مستشهداً بالغر من آيـــاته* * * أو "بالحديث" مفصلا تفـصيلا..

وأغوص في الشعر القديم فأنتقي* * * ما ليس ملتبساً ولا مــبذولا..

وأكا أبعث "سيبويه" من البلى* * * وذويه من أهل القـرون الأولى

فأرى"حماراً" بعد ذلك كــله * * * رفع المضاف إليه والمـفعولا..

لا تعجبوا إن صحت يوماً صيحة..* * * ووقعت ما بين البنوك قتيلا..

يا من يريد الإنتحار وجــدته * * * إن المعلم لا يعيش طــويلا..


وأكمل غيره:

وأكون منشغلاً بشرحي غارقاً * * * بالدرس لا أبغي سواه بـديلا..

مستخدماً طرق الحوار وتارة * * * أجد السؤال يفيد والتــعليلا..

فأسائل الطلاب عن مضمونه * * * وأقول قد يشفي الجواب غليلا..

وإذا بطفل يستطيل بصوته..* * * "يرِد الفرات زئيره والـــنيلا"

أستاذ أستاذي ويرفع إصبعاً * * * ويقيم أخرى ترفض الــتنزيلا..

وأكاد أقفز من مكاني فرحة * * * هيا بنيّ أجب أراك نـــبيلا

فيقول يا أستاذ إني محصر * * * هب لي إلى الحمام منك ســبيلا..

وأكاد أصعق منه إلا أنني..* * * أجد التصبر نافعاً وجـــميلا..

وإذا بآخر في الجواب يغيضني* * * يشكو زميلاً مؤذياً وكـسولا..

أو يمتطي جنح الخيال محلقاً* * * فيفوق" هوميروس"أو"فـيرجيلا"

أو قد يقول مباهياً ومفاخراً * * * إني رأيتك تحمل الـــزنبيلا..

أو قد رأيتك قائماً أو قاعداً * * * أو في الحديقة جالساً مـفتولا..

حتى كأني قد فعلت جريمة * * * أو قد قتلت من الأنام قــتيلا

وأقول في الفسحات ألقى راحتي* * * وأزيل هماً جاثماً وثــقيلاً

بكؤوس شاي أو برشفة قهوة* * * أو بالهواء مطيباً وعـــليلا..

وإذا بناظرنا يهرول مسرعاً* * * أستاذ صرت مناوباً مشـــغولا

اخرج مع الطلاب طابوراً ولا* * * تدع النظام ولا تندَّ قــليلا..

واجعل نشاطك في الصحافة والإذا* * * عــة والريادة بيناً مقبولا..

وإذا كتبت محضراً في دفتري* * * أهداف تعليمي وجئت عــجولا..

ووضعت فيه مواهبي ومذاهبي* * * ومعارفي منذ القــرون الأولى..

جاء الوكيل وقال عدّل يا فتى* * * اشطب وسجّل غيره مقــبولا..

هدف يقاس وآخرٌ لا ينبني* * * فيه القياس وذا يعمّ قـــــبيلا..

حصّص ومثّل للنشاطات التي * * * أعطيتها واجعل لديك دليـــلا..

قد صار في التحضير عندي عقدة* * * فأراه في الحلم الطويل طـويلا..

أهذي به وقت الطعام وتارة * * * أهذي به إذْ مــا رأيت خـليلا..

لا تعجبوا إن صحت يوماً صيحة * * * ووقعت ما بين الفصول قتيلا..

"يا من يريد الإنتحار وجدته * * * إن المعلم لا يعيش طــــويلاً"..


القصيدة من كتاب "قصائد ضاحكة" للدكتور ناصر الزهراني..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حديث اليوم

 
© 2009/ 11/25 *هذاالقالب من تصميمى * ورود الحق