خَاطِرَة / تَحِيَّةُ إِجْلالٍ وَإِكْبَار إِلَى شَبَابِ ( تِيشِي ) الأَحْرَار
تيشي مدينة من بجاية ولاية جزائرية ساحلية سياحية , وبجاية من أجمل المناطق المطلة على البحر الأبيض المتوسط الخلابة بشواطئها وروعة بهائها و جمال جبالها الرائعة الخضراءوسهولها البديعة الغراء , معروفة ومشهورة باسم ( لؤلؤة الجزائر ) بلد الأحرار والحرائر .
وتيشي مدينة معروفة بكثرة الفساد والعري , وانعدام نشاطها الدعوي ونشر تعاليم الإسلام بسبب من يقدم إليها من خارج البلاد وفساد العباد , والمقصود أرباب المال فيها و المسؤولون عليها , الذين كانوا يدا واحدة في خرابها ونشر الشر فيها , وأهم شيئ عندهم هو كسب المال دون النظر في الوسيلة حرام أم حلال فتركوا سبيل الهدى ولزموا طريق الضلال .
من كان يعتقد أن شباب تيشي ينتفض وينتقد ديار الشر والعار , و يحطم بيوت البغي والشنار, ويخلي فنادق الفجار , عجبت منهم حين رأيتهم دافعوا وانتفضوا بقوة وجدارة , و هاجموا الحانات وبيوت الدعارة , ورفعوا لافتات رائعات مكتوب عليها [ شباب تيشي يريد رحيل العاهرات ] , واعتصموا أمام مراكز الأمن , وخذلوا شياطين الإنس والجن , الذين لم يتوقعوا أبدا هذا المصير وهذا الرد الكبير من هؤلاء الشباب البصير , والحمد لله فقد نصرهم الله ووفقهم ورفع شأنهم وخذل مناوئهم , وطردت السلطات كل العاهرات من مدينتهم , وستبقى هذه ذكرى طيبة لنا و لهم .
والذي دعاهم إلى ما أقدموا عليه هو داعي الفطرة واستيقظ فيهم ضمير أجدادهم العلماء كأمثال أبي يعلى الزواوي وابن معطي صاحب ألفية النحو وغيرهم كثير من بلاد القبائل وقد ذكر بعضهم أحمد الغبريني في كتابه الشهير "عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المائة السابعة ببجاية" .
فتحية إجلال وإكبار إلى هؤلاء الشباب الأخيار النبلاء , الذين رفعوا لواء الحياء , فكانوا كما تمثلهم الشيخ البشير الإبراهيمي - رحمه الله - مستقبلا حين قال :
( أتمثله عف السرائر، عف الظواهر، لو عرضت له الرذيلة في الماء ما شربه، وآثر الموت ظمأ على أن يرد أكدارها، ولو عرضت له في الهواء ما استنشقه، وآثر الموت اختناقا على أن يتنسم أقذارها.
أتمثله شديد الغيرة، حديد الطيرة، يغار لبنت جنسه أن تبور، وهو يملك القدرة على إحصانها، ويغار لماء شبابها أن يغور، وهو يستطيع جعله فياضا بالقوة دافقا بالحياة : ويغار على هواه وعواطفه أن تستأثر بها السلع الجليبة، والسحن السليبة، و يغار لعينيه أن تسترقها الوجوه المطرأة، و الأجسام المعراة ... إلى أن يقول : أحب منه ما يحب القائل:
أُحِبُّ الْفَتَى يَنْفِي الْفَواحِشَ سَمعُهُ .... كَأنَّ بِهِ مِـــن كلّ فَاحِشَةٍ وَقْرَا
وأهوى منه ما يهوى المتنبى:
وَ أَهْوَى مِنْ الْفِتْيَانِ كُلَّ سَميذَع .....أَريبٍ كَصَدْرِ السّمَهْرِى الْمُقَوّم
خَطّتْ تَحْتَهُ العِيسُ الفلاةَ وَ خَالطَتْ بِهِ .... الخيلُ كباتَ الخَميسِ العَرْمَرِم
إلى أن يقول :
يا شباب الجزائر هكذا كونوا......... أو لا تكونوا.
..........................
/ إبراهيم ديلمي .