:
من تأمل أحوال الصحابة وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف .
فهذا الصديق يقول : وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن .
وذكر عنه أنه كان يمسك بلسانه ويقول : هذا الذي أوردني الموارد .
وكان يبكي كثيراً ويقول : ابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا .
وهذا عمر قرأ سورة الطور حتى إذا بلغ [ إن عذاب ربك لواقع ] بكى واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه .
وكان في وجهه خطان أسودان من البكـاء .
وهذا عثمان بن عفان : كان إذا وقف على القبر يبكي حتى يبل لحيته .
وهذا علي كان يشتد خوفه من اثنتين : طول الأمل ، واتباع الهوى ، فأما طول
الأمل فينسي الآخرة ، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق . الجواب الكافي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق