-قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي-رحمه الله-:"وَقَوْلُهُ ،
يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [16 \ 90] ، الْوَعْظُ : : الْكَلَامُ
الَّذِي تَلِينُ لَهُ الْقُلُوبُ .
تَنْبِيهٌ : فَإِنْ قِيلَ يَكْثُرُ فِي
الْقُرْآنِ إِطْلَاقُ الْوَعْظِ عَلَى الْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي ;
كَقَوْلِهِ هُنَا : يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [16 \ 90] ، مَعَ
أَنَّهُ مَا ذَكَرَ إِلَّا الْأَمْرَ وَالنَّهْيَ
فِي قَوْلِهِ : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ، إِلَى قَوْلِهِ :
وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ . . . الْآيَةَ [16 \ 90] ، وَكَقَوْلِهِ فِي
(سُورَةِ الْبَقَرَةِ) بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ أَحْكَامَ الطَّلَاقِ
وَالرَّجْعَةِ : ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [2 \ 232] ، وَقَوْلِهِ (فِي الطَّلَاقِ)
فِي نَحْوِ ذَلِكَ أَيْضًا : ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَقَوْلِهِ فِي النَّهْيِ عَنْ مِثْلِ
قَذْفِ عَائِشَةَ : يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا .
. . الْآيَةَ [24 \ 17] ، مَعَ أَنَّ الْمَعْرُوفَ عِنْدَ النَّاسِ :
أَنَّ الْوَعْظَ يَكُونُ بِالتَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ وَنَحْوَ ذَلِكَ ،
لَا بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ .فَالْجَوَابُ : أَنَّ ضَابِطَ الْوَعْظِ :
هُوَ الْكَلَامُ الَّذِي تَلِينُ لَهُ الْقُلُوبُ ، وَأَعْظَمُ مَا تَلِينُ
لَهُ قُلُوبُ الْعُقَلَاءِ أَوَامِرُ رَبِّهِمْ وَنَوَاهِيهِ ;
فَإِنَّهُمْ إِذَا سَمِعُوا الْأَمْرَ خَافُوا مِنْ سُخْطِ اللَّهِ فِي
عَدَمِ امْتِثَالِهِ ، وَطَمِعُوا فِيمَا عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الثَّوَابِ
فِي امْتِثَالِهِ . وَإِذَا سَمِعُوا النَّهْيَ خَافُوا مِنْ سُخْطِ
اللَّهِ فِي عَدَمِ اجْتِنَابِهِ ، وَطَمِعُوا فِيمَا عِنْدَهُ مِنَ
الثَّوَابِ فِي اجْتِنَابِهِ ; فَحَدَاهُمْ حَادِي الْخَوْفِ وَالطَّمَعِ
إِلَى الِامْتِثَالِ ، فَلَانَتْ قُلُوبُهُمْ لِلطَّاعَةِ خَوْفًا
وَطَمَعًا ."[أضواء البيان(3/349و350)]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق