قال ابن الجوزي رحمه الله :
كان المريد في بداية الزمان إذا أظلم قلبه أو مرض لبه قصد زيارة بعض الصالحين فانجلى عن نفسه ما أظلم منها.
أما اليوم فمتى حصلت ذرة من الصدق لمريد فردته في بيت عزلة، ووجد نسيماً من روح العافية، ونوراً في باطن قلبه، وكاد همه يجتمع وشتاته ينتظم، فخرج فلقي من يومأ إليه بعلم أو زهد رأى عنده البطالين يجري معهم في مسلك الهذيان الذي لا ينفع.
ورأى صورته منمس، وأهون ما عليه تضييع الأوقات في الحديث الفارغ. فما يرجع المريد عن ذلك الوطن إلا وقد اكتسب ظلمة في القلب وشتاتاً في العزم، وغفلة عن ذكر الآخرة، فيعود مريض القلب. يتعب في معالجته أياماً كثيرة حتى يعود إلى ما كان فيه.
وربما لم يعد لأن المريد فيه ضعف.
وربما فتن فإنه إذا رأى شيخاً قد جرب وعرف ثم يؤثر البطالة، لم يأمن أن يتبعه الطبع.
فالأولى للمريد اليوم أن لا يزور إلا المقابر ولا يفاوض إلا الكتب، التي قد حوت محاسن القوم.
وليستعن بالله تعالى على التوفيق لمراضيه، فإنه إن أراده هيأه لما يرضيه.
كان المريد في بداية الزمان إذا أظلم قلبه أو مرض لبه قصد زيارة بعض الصالحين فانجلى عن نفسه ما أظلم منها.
أما اليوم فمتى حصلت ذرة من الصدق لمريد فردته في بيت عزلة، ووجد نسيماً من روح العافية، ونوراً في باطن قلبه، وكاد همه يجتمع وشتاته ينتظم، فخرج فلقي من يومأ إليه بعلم أو زهد رأى عنده البطالين يجري معهم في مسلك الهذيان الذي لا ينفع.
ورأى صورته منمس، وأهون ما عليه تضييع الأوقات في الحديث الفارغ. فما يرجع المريد عن ذلك الوطن إلا وقد اكتسب ظلمة في القلب وشتاتاً في العزم، وغفلة عن ذكر الآخرة، فيعود مريض القلب. يتعب في معالجته أياماً كثيرة حتى يعود إلى ما كان فيه.
وربما لم يعد لأن المريد فيه ضعف.
وربما فتن فإنه إذا رأى شيخاً قد جرب وعرف ثم يؤثر البطالة، لم يأمن أن يتبعه الطبع.
فالأولى للمريد اليوم أن لا يزور إلا المقابر ولا يفاوض إلا الكتب، التي قد حوت محاسن القوم.
وليستعن بالله تعالى على التوفيق لمراضيه، فإنه إن أراده هيأه لما يرضيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق