الجمعة، 3 يونيو 2011

محبة الله تعالى

محـــــــبة الله تعالى
قال شيخ الإسلام ابن القيّم : [ اعلم أن أنفع المحبة على الإطلاق وأوجبها وأعلاها وأجلها محبة من جبلت القلوب على محبته ، وفطرت الخليقة على تأليهه ، وبها قامت الأرض والسماوات ، وعليها فطرت المخلوقات ، وهي سر شهادة أن لا إله إلا الله ، فإن الإله هو الذي تأله القلوب
هو أجود الأجودين ، وأكرم الأكرمين ، أعطى عبده قبل أن يسأله فوق ما يؤمله ، يشكر القليل من العمل وينميه ، ويغفر الكثير من الزلل ويمحوه ، يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن ، لا يشغله سمع عن سمع ، ولا تغلطه كثرة المسائل ، ولا يتبرم بإلحاح الملحين ، بل يحب الملحين في الدعاء ، ويحب أن يسأل ، ويغضب إذا لم يسأل ، يستحي من عبده حيث لا يستحي العبد منه ، ويستره حيث لا يستر نفسه ، ويرحمه حيث لا يرحم نفسه ، دعاه بنعمه وإحسانه وأياديه إلى كرامته ورضوانه ، فأبى ، فأرسل رسله في طلبه ، وبعث إليه معهم عهده ، ثم نزل إليه سبحانه نفسه ، وقال : من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له ؟ كما قيل : " أدعوك وللوصل تأبى ، أبعث رسولي في الطلب ، أنزل إليك بنفسي ، ألقاك في النوم " .
وكيف لا تحب القلوب من لا يأتي بالحسنات إلا هو ، ولا يذهب بالسيئات إلا هو ، ولا يجيب الدعوات ، ويقيل العثرات ، ويغفر الخطيئات ، ويستر العورات ، ويكشف الكربات ، ويغيث اللهفات ، وينيل الطلبات سواه ؟ .
فهو أحق من ذكر ، وأحق من شكر ، وأحق من عبد ، وأحق من حمد ، وأنصر من ابتغي ، وأرأف من ملك ، وأجود من سئل ، وأوسع من أعطى ، وأرحم من استرحم ، وأكرم من قصد ، وأعز من التجئ إليه وأكفى من توكل عليه ، أرحم بعبده من الوالدة [ ص: 231 ] بولدها ، وأشد فرحا بتوبة التائب من الفاقد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه في الأرض المهلكة إذا يئس من الحياة ثم وجدها .

[ الْجَوَابُ الْكَافِي لِمَنْ سَأَلَ عَنْ الدَّوَاءِ الشَّاِفي ]
أعلى النموذج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حديث اليوم

 
© 2009/ 11/25 *هذاالقالب من تصميمى * ورود الحق