قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله – ..
.
في تفسير قوله تعالى : ( وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ) :
.
" وفي الآية تنبيه على أنه ينبغي للعبد أن يعلِّق رجاءه بالله وحده ، وأن الله إذا قدَّر له سبباً من أسباب الرزق ، والراحة : أن يحمده على ذلك ، ويسأله أن يبارك فيه له ، فإن انقطع أو تعذر ذلك السبب : فلا يتشوش قلبُه ؛ فإن هذا السبب من جملة أسباب لا تُحصى ، ولا يتوقف رزق العبد على ذلك السبب المعين ، بل يفتح له سبباً غيره أحسن منه ، وأنفع ، وربما فتح له عدة أسباب ، فعليه في أحواله كلها أن يجعل فضل ربه ، والطمع في برِّه : نصب عينيه ، وقبلة قلبه ، ويكثر من الدعاء المقرون بالرجاء فإن الله يقول على لسان نبيه : ( أنا عند ظن عبدي بي ، فإن ظنَّ بي خيراً فله ، وإن ظن بي شرّاً فله ) – رواه أحمد ، وصححه الألباني في " صحيح الترغيب (3386 ) - ، وقال : ( إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ) – رواه الترمذي ( 2805 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي "
ثم تأمل ـ يا عبد الله ـ حديث عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، إِنَّهُ سَمِعَ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا ) رواه أحمد (205) والترمذي (2344) ، وصححه الألباني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق