الاثنين، 6 يونيو 2011

ذكـــر المــوت

قَالَ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا فِي الْجَامِعِ الصَّغِيرِ { أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ }

قيل: لا يَدْخُلُ ذِكْرُ الْمَوْتِ بَيْتًا إلَّا رَضِيَ أَهْلُهُ بِمَا قُسِمَ لَهُمْ
 
وَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ : مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ حُبِّبَ إلَيْهِ كُلُّ بَاقٍ وَبُغِّضَ إلَيْهِ كُلُّ فَانٍ 

وَقَالَ : لِأَنَّ نُورَ التَّوْحِيدِ فِي الْقَلْبِ وَظُلْمَةَ الشَّهْوَةِ فِي الصَّدْرِ فَإِذَا أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ بِقَلْبِهِ 

انْقَشَعَتْ الظُّلْمَةُ وَاسْتَنَارَ الصَّدْرُ بِنُورِ الْيَقِينِ .

و قَالَ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ : نَعَمْ مَصْلَحَةُ الْقَلْبِ ذِكْرُ الْمَوْتِ ، يَطْرُدُ فُضُولَ الْأَمَلِ ، وَيَكُفُّ غَرَبَ
التَّمَنِّي وَيُهَوِّنُ الْمَصَائِبَ وَيَحُولُ بَيْنَ الْقَلْبِ وَالطُّغْيَانِ .

وَقَالَ الْحُكَمَاءُ : مَنْ ذَكَرَ الْمَنِيَّةَ نَسِيَ أُمْنِيَةً 

وَقَالَ التَّيْمِيُّ : شَيْئَانِ قَطَعَا عَنِّي لَذَّةَ النَّوْمِ : ذِكْرُ الْمَوْتِ وَالْوُقُوفُ بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ 

وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَجْمَعُ الْفُقَهَاءَ فَيَتَذَاكَرُونَ الْمَوْتَ وَالْقِيَامَةَ فَيَبْكُونَ حَتَّى كَأَنَّ بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ جِنَازَةً .

وَقَالَ اللَّفَّافُ : مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ أُكْرِمَ بِثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ : تَعْجِيلِ التَّوْبَةِ وَقَنَاعَةِ الْقَلْبِ وَنَشَاطِ
الْعِبَادَةِ ، وَمَنْ نَسِيَهُ عُوقِبَ بِثَلَاثٍ : تَسْوِيفِ التَّوْبَةِ وَتَرْكِ الرِّضَا بِالْكَفَافِ وَالتَّكَاسُلِ فِي الْعِبَادَةِ 

فَتَفَكَّرْ يَا مَغْرُورُ فِي الْمَوْتِ وَسَكْرَتِهِ وَصُعُوبَةِ كَأْسِهِ وَمَرَارَتِهِ ، فَيَا لِلْمَوْتِ مِنْ وَعْدٍ مَا أَصْدَقَهُ وَمِنْ حَاكِمٍ مَا أَعْدَلَهُ ، فَكَفَى بِالْمَوْتِ مُفْزِعًا لِلْقُلُوبِ ، وَمُبْكِيًا لِلْعُيُونِ ، وَمُفَرِّقًا لِلْجَمَاعَاتِ
وَهَاذِمًا لِلذَّاتِ ، وَقَاطِعًا لِلْأُمْنِيَاتِ
من كتاب:بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حديث اليوم

 
© 2009/ 11/25 *هذاالقالب من تصميمى * ورود الحق