skip to main |
skip to sidebar
ذكـــر المــوت
قَالَ صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا فِي الْجَامِعِ الصَّغِيرِ { أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ }
قيل: لا يَدْخُلُ ذِكْرُ الْمَوْتِ بَيْتًا إلَّا رَضِيَ أَهْلُهُ بِمَا قُسِمَ لَهُمْ
وَقَالَ أَبُو حَمْزَةَ : مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ حُبِّبَ إلَيْهِ كُلُّ بَاقٍ وَبُغِّضَ إلَيْهِ كُلُّ فَانٍ
وَقَالَ : لِأَنَّ نُورَ التَّوْحِيدِ فِي الْقَلْبِ وَظُلْمَةَ الشَّهْوَةِ فِي الصَّدْرِ فَإِذَا أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ بِقَلْبِهِ
انْقَشَعَتْ الظُّلْمَةُ وَاسْتَنَارَ الصَّدْرُ بِنُورِ الْيَقِينِ .
و قَالَ مَعْبَدٌ الْجُهَنِيُّ : نَعَمْ مَصْلَحَةُ الْقَلْبِ ذِكْرُ الْمَوْتِ ، يَطْرُدُ فُضُولَ الْأَمَلِ ، وَيَكُفُّ غَرَبَ
التَّمَنِّي وَيُهَوِّنُ الْمَصَائِبَ وَيَحُولُ بَيْنَ الْقَلْبِ وَالطُّغْيَانِ .
وَقَالَ الْحُكَمَاءُ : مَنْ ذَكَرَ الْمَنِيَّةَ نَسِيَ أُمْنِيَةً
وَقَالَ التَّيْمِيُّ : شَيْئَانِ قَطَعَا عَنِّي لَذَّةَ النَّوْمِ : ذِكْرُ الْمَوْتِ وَالْوُقُوفُ بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ
وَكَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَجْمَعُ الْفُقَهَاءَ فَيَتَذَاكَرُونَ الْمَوْتَ وَالْقِيَامَةَ فَيَبْكُونَ حَتَّى كَأَنَّ بَيْنَ
أَيْدِيهِمْ جِنَازَةً .
وَقَالَ اللَّفَّافُ : مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ أُكْرِمَ بِثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ : تَعْجِيلِ التَّوْبَةِ وَقَنَاعَةِ الْقَلْبِ وَنَشَاطِ
الْعِبَادَةِ ، وَمَنْ نَسِيَهُ عُوقِبَ بِثَلَاثٍ : تَسْوِيفِ التَّوْبَةِ وَتَرْكِ الرِّضَا بِالْكَفَافِ وَالتَّكَاسُلِ فِي الْعِبَادَةِ
فَتَفَكَّرْ يَا مَغْرُورُ فِي الْمَوْتِ وَسَكْرَتِهِ وَصُعُوبَةِ كَأْسِهِ وَمَرَارَتِهِ ، فَيَا لِلْمَوْتِ مِنْ وَعْدٍ مَا أَصْدَقَهُ وَمِنْ حَاكِمٍ مَا أَعْدَلَهُ ، فَكَفَى بِالْمَوْتِ مُفْزِعًا لِلْقُلُوبِ ، وَمُبْكِيًا لِلْعُيُونِ ، وَمُفَرِّقًا لِلْجَمَاعَاتِ وَهَاذِمًا لِلذَّاتِ ، وَقَاطِعًا لِلْأُمْنِيَاتِ
من كتاب:بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق