قال الشيخ : ( عبد الرحمن السعدي ) - رحمه الله تعالى -:[وهذا الرجل أبو المرأتين صاحب مدين ليس بشعيب النبي المعروف كما اشتُهِر عند كثير من الناس ، فإن هذا قولُ لم يدل عليه دليل ، وغاية ما يكون أن شعيبًا عليه السلام قد كانت بلده مدين ، وهذه القضية جرت في مدين ، فأين الملازمة بين الأمرين ؟! وأيضا فإنه غير معلوم أن موسى أدرك زمان شعيب ، فكيف بشخصه!ولو كان ذلك الرجل شعيبا ؛ لذكره الله تعالى ولسمَّـتْه المرأتان ، وأيضا فإن شعيبا عليه الصلاة والسلام قد أهلك الله قومه بتكذيبهم إيّاه ، ولم يبقَ إلا من آمن به ، وقد أعاذ الله المؤمنين به أن يرضَوْا لبنتي نبيّهم بمنعهما عن الماء وصدّ ماشيتهما حتى يأتيهما رجل غريب فيُحسِن إليهما ويسقي ماشيتهما ، وما كان شعيب ليرضى أن يرعى موسى عنده ويكون خادما له وهو أفضل منه وأعلى درجة ؛ إلا أن يقال : هذا قبل نبوة موسى ؛ فلا منافاة وعلى كل حال ، لا يُعتَمد على أنه شعيب النّبي بغير نقل صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم . والله أعلم )) .
[ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان : المجلد الثالث ص 1278 – 1279]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق